أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن العمليات العسكرية على الأرض تصبُّ في خدمة الحل السياسي ومساندته، خاصة بعد تعنت ميليشيا الحوثي الإيرانية ورفضها كل مقترحات السلام التي قدمت من المبعوثين الدوليين، مُشدداً على ضرورة ضغط المجتمع الدولي على الحوثيين من أجل إنهاء معاناة ملايين اليمنيين جراء الحرب التي فجَّرها الانقلاب.

وشدد الإرياني على أن السلام واستعادة الشرعية في كل أجزاء اليمن هما خيارا الحكومة والتحالف العربي، موضحاً أن دول التحالف -وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة- وضعت الحل السياسي للأزمة اليمنية في مقدمة أولوياتها، لكن الميليشيا الحوثية لم تستجيب.

تلبية النداء

وقال وزير الإعلام اليمني في تصريحات لـ«البيان» إن حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومنذ استجابة الأشقاء في التحالف العربي لندائه الشجاع لمواجهة انقلاب ميليشيا الحوثي الإيرانية أكدت على الحل السياسي.

كما أنها لبَّت كل الدعوات التي وُجهت له من مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة لحضور محادثات السلام بعد شهور قليلة على بداية الحرب وشاركت بفاعلية في توجيهات من هادي في مختلف جولات الحوار وقدمت التنازلات، وكان آخرها مشاورات جنيف في مطلع سبتمبر الماضي التي فشلت بسبب رفض ممثلي الميليشيا حضورها.

وشدد الإرياني في تصريحه لـ«البيان» على أن ما يقوم به الجيش اليمني بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات هو من أجل استعادة الدولة المنهوبة واستعادة السلام الدائم والأمن والاستقرار، خاصة أن الحكومة اليمنية استنفدت كل خياراتها في الدفع نحو السلام، في حين أن الميليشيا الحوثية لا تفهم ذلك وليست لديها ثقافة السلام.

حل سياسي

وقال الإرياني إن العمليات العسكرية في الميدان تصبّ في خدمة الحل السياسي ومساندته بعد تعنت الميليشيا ورفضها كل مقترحات السلام التي قدمت من المبعوثين الدوليين، سواء في محادثات السلام بالكويت أو التنصل من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في مدينة ظهران جنوب السعودية.

وأوضح وزير الإعلام اليمني أن دول التحالف العربي -وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة- قدمت تضحيات كبيرة من أجل استعادة الشرعية ومساندة الشعب اليمني في وجه محاولات إيران السيطرة على اليمن من خلال ميليشيا الحوثي.

كما أنها وضعت بالتوازي الحل السياسي للأزمة اليمنية في مقدمة أولوياتها، حيث إنه منذ تلبية دول التحالف العربي نداء الشرعية باليمن في عملية «عاصفة الحزم» مارس عام 2015، وانتهاء بإطلاق عملية تحرير الحديدة في يونيو الماضي كانت تستهدف ممارسة ضغوط حقيقية على الانقلابيين الحوثيين للانخراط في مفاوضات الحل السياسي، وفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها.

وتوجّه وزير الإعلام اليمني بالشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول التحالف الذين ارتوت بدماء أبنائهما الطاهرة أرض اليمن في ملحمة عروبية أصيلة للوقوف ضد المد الفارسي الذي يهدف إلى تدمير الهوية العروبية والنسيج الاجتماعي.

جهود جبارة

وأعاد الإرياني التذكير بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها وتبذلها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات في دعم الشرعية ضمن قوات التحالف العربي في تحرير المناطق اليمنية من قبضة الحوثي.

إضافة إلى الدعم الإنساني والإغاثي والتنموي في مختلف المناطق المحررة، بالتوازي مع جهودها في سبيل إنجاح الحل السياسي ووضع حد للقتال وإنهاء معاناة اليمنيين، سواء من خلال وزارة الخارجية والتعاون الدولي أو عبر بعثات المملكة ودولة الإمارات في المنظمات الدولية أو من خلالها مواقعها في التحالف الداعم للشرعية أو في اللجنة الرباعية المعنية باليمن.

دور بارز

وأكد أن السعودية والإمارات لعبت ولا تزال تلعب دوراً بارزاً في دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة أو مجموعة الدول الراعية للتسوية في اليمن من أجل إنجاح الحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث وهي: قرارات مجلس الأمن، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، باعتبار تلك المرجعيات ضامنة لإنجاز سلام حقيقي يجنِّب اليمن أي دورة جديدة للصراع، إلى جانب أنها محطّ إجماع المجتمع الدولي.

شروط واضحة

جدد وزير الإعلام اليمني معمر الارياني التأكيد أن شروط إحلال السلام الدائم في بلاده واضحة ولا لبس فيها، والمتمثلة باستكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتنفيذ مخرجات الحوار اليمني وتنفيذ القرارات الدولية، وهي مطالب مشروعة وليست صعبة ويمكن تحقيقها لو كانت هناك رغبة حقيقية من قبل ميليشيا الحوثي للوصول إلى السلام.