واصلت قوات الشرعية في اليمن التوغل وسط مدينة الحديدة من جهات الشمال والشرق والجنوب، مع وصول تعزيزات جديدة لفرق متدربة على حرب المدن.
فيما بدأت الميليشيا تجميع عناصرها في مديرية المراوعة الواقعة في الضاحية الشرقية للمدينة، مع تأكيد منظمات دولية اقتحام الميليشيا الإيرانية مستشفى 22 مايو، والتمركز فيه، واحتجاز المرضى والأطباء داخله. وقالت مصادر عسكرية لـ«البيان»: إن القوات المشتركة واصلت تطهير أحياء مدينة الحديدة من ميليشيا الحوثي.
حيث تخوض وحدات من القوات المشتركة مواجهات متواصلة مع عناصر الميليشيا في حي «7 يوليو»، فيما واصلت وحدات أخرى التقدم في شارع صنعاء باتجاه وسط المدينة والبوابة الشرقية للمطار الدولي، مع خوض وحدات أخرى، مواجهات مع الحوثيين في جنوب المدينة بالقرب من جامعة الحديدة وشارع الكورنيش.
وذكرت المصادر أن وحدات أخرى من القوات المشتركة تتولى التقدم نحو آخر نقطة في المدخل الشرقي للحديدة باتجاه صنعاء، بالتزامن ووصول تعزيزات جديدة، تضم وحدات قتالية متدربة على حرب المدن ومزودة بأسلحة حديثة لتطهير بقية أحياء المدينة من عناصر الميليشيا في الطريق إلى الميناء.
وفِي خطوة تؤكد إقرار الميليشيا بالهزيمة، ذكرت مصادر عسكرية أن الحوثيين بدأوا بتجميع عناصرهم وإرسال مقاتلين جدد وأسلحة، بينها مدفعية، وتمركزوا في مديرية المراوعة خارج مدينة الحديدة من الجهة الشرقية.
مجاميع
ووفقاً لما ذكرته المصادر، فإن الميليشيا أرسلت مجاميع مسلحة من محافظتي المحويت وحجة إلى مديرية المراوعة، وبدأت التمركز في أطراف وضواحي المديرية، كما بدأت بنصب قطع مدفعية في ضواحي المراوعة باتجاه مدينة الحديدة وكيلو 16 والمناطق المحررة.
وحسب سكان المنطقة، أقدمت الميليشيا على حفر خنادق ونصب سواتر وحواجز ترابية كبيرة، لعزل قرى تتبع مديرية المراوعة، وتلغيم تلك الحواجز لمنع تقدم القوات من كيلو 16 إلى هذه المنطقة.
عواقب كارثية
إلى ذلك، أكدت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن الميليشيا الحوثية تستخدم مستشفى في مدينة الحديدة لأغراض عسكرية، موضحة، في بيان أمس، أن الميليشيا المدعومة من إيران نشرت قناصة على سطح مستشفى «22 مايو» في شرق مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
وأكدت المنظمة أن ميليشيا الحوثي سيطرت على سطح المستشفى الوحيد الذي يعمل في المدينة، وهو ما يثير القلق باستخدام المرضى دروعاً بشرية من قبل المتمردين.
واعتبرت المنظمة أن هذه الخطوة تنذر بـ«عواقب كارثية» على طاقم المستشفى والمرضى فيه، كما أنها تشكّل خرقاً للقانون الدولي الإنساني.
انتهاك
وأكدت مديرة الحملات ببرنامج الشرق الأوسط في منظمة العفو، سماح حديد، أن احتلال الحوثيين لسطح المستشفى ينتهك القانون الإنساني الدولي. وهذا الموقف أكدته منظمات طبية وإغاثية دولية عاملة في المدينة. وقال مسؤولون فيها لـ«البيان» طالبين عدم الإفصاح عن أسمائهم، خشية انتقام الميليشيا:
إنه بعد أن وصلت القوات المشتركة إلى حي «7 يوليو» في طريقها نحو آخر منفذ للمدينة، أقدم الحوثيون على اقتحام المستشفى المملوك لواحدة من كبرى الشركات التجارية في اليمن.
وتمركزت أعلى المبنى واحتجزت الطواقم الطبية التي تحمل، إلى جانب الجنسية اليمنية، الجنسيتين المصرية والهندية، وأنها تطلق النار على القوات المشتركة التي تواصل تطهير المناطق القريبة، من جيوب الميليشيا والقناصة المنتشرين وسط الأحياء السكنية وعلى أسطح المنازل.
وبحسب مصادر طبية، قتل 47 ميليشياوياً في الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للقتلى منذ بداية المعارك الخميس الماضي إلى 197 مسلحاً حوثياً.
غارات في حجة
على جبهة أخرى، سقط عشرات القتلى والجرحى، من عناصر ميليشيا الحوثي الإيرانية، بغارات جوية لمقاتلات التحالف العربي، في محافظة حجة، شمال غربي البلاد.
وقال بيان للجيش اليمني، إن «عشرات القتلى والجرحى من الميليشيا الحوثية، سقطوا بغارات جوية لمقاتلات التحالف التي استهدفت 4 أطقم جوار جسر العك في مديرية مستبأ بمحافظة حجة». وأضاف البيان المقتضب أن «مدفعية الجيش اليمني، استهدفت أيضاً مواقع لتجمعات أفراد من الميليشيا في المديرية ذاتها».
وخلال الأيام القليلة الماضية، نجحت قوات الجيش اليمني، في التقدم الميداني بعدة مناطق في محافظة حجة، التي ترتبط بحدود برية مع المملكة العربية السعودية. ويتكبد الحوثيون خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، في مختلف جبهات اليمن، بفعل ضربات طيران التحالف وقوات الجيش الوطني.