تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصنيف ميليشيا الحوثي في اليمن جماعة إرهابية، وتأتي الخطة ضمن إطار الجهود الأميركية لاتخاذ موقف صارم تجاه الجماعات المرتبطة بإيران في المنطقة، فيما تعمل الحكومة اليمنية على إجراء الترتيبات والتنسيق لزيارة مساعد أمين عام الأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان «اندرو غليمور» لليمن في نهاية الشهر الجاري للوقوف غلى انتهاكات ميليشيا إيران في اليمن.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر مقربة أنه جرى بحث الأمر منذ عام 2016 على الأقل، لكن هذه المرة هناك إرادة كبيرة حيث إن الميليشيا تهدد الأمن والسلم الدوليين عن طريق تهديد الملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر. مشيرة إلى أن تصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية من شأنه أن يضيف عنصراً جديداً وغير متوقع للجهود الدبلوماسية لبدء محادثات سلام.

وتابعت المصادر أن تصنيف الحوثي جماعة إرهابية من جانب وزارة الخارجية الأميركية من شأنه أن يزيد من عزلة المتمردين، كما أنه يأتي ضمن إطار الجهود الأميركية لاتخاذ موقف صارم تجاه الجماعات المرتبطة بإيران في المنطقة.

وقال مسؤولون، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إن الإدارة نظرت في مجموعة من الإجراءات المحتملة لمعاقبة الحوثيين، ولم يتم اتخاذ القرار حتى الآن.

من جانبه، أعلن ناطق باسم الأمم المتحدة أن المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن غريفيت، لم يعد يسعى لعقد محادثات سلام بين الأطراف المتحاربة بحلول نهاية الشهر الحالي، بل قبل نهاية العام.

ويقول مسؤولون أميركيون إن إيران زودت جماعة الحوثي بتكنولوجيا عسكرية متطورة، لكنها ترتبط أيضا بعلاقات أقوى مع منظمات أخرى.

ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة ترامب تدرس اتخاذ خطوات أخرى بخلاف تصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية، من بينها فرض عقوبات.

وفرضت واشنطن في وقت سابق هذا العام عقوبات على 5 إيرانيين لمساعدتهم ميليشيا الحوثي على شراء أو استخدام الصواريخ الباليستية.

تورط

وقد عزى الكثير من المراقبين اليمنيين هذا التوجه الأميركي الجديد تجاه الميليشيا إلى تورطها الكبير في الجرائم الإرهابية في اليمن، وأضافوا أن مثل هذا التوجه سيكون له عواقب وخيمة على الانقلابيين والمدافعين عنهم في المحافل الدولية.

زيارة أممية

إلى ذلك، تعمل الحكومة اليمنية على إجراء الترتيبات والتنسيق لزيارة مساعد أمين عام الأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان «اندرو غليمور» لليمن في نهاية الشهر الجاري.

 

وبحسب وكالة سبأ الرسمية، بحث مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور أحمد بن مبارك، أمس مع غليمور طبيعة الزيارة التي ستشمل العاصمة المؤقتة عدن وصنعاء.

وأوضحت أن بن مبارك ناقش مع غليمور، السبل الكفيلة بتعزيز جهود حماية حقوق الإنسان في اليمن والوسائل المتاحة لحماية جميع المواطنين من الانتهاكات التي يتعرضون لها في المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية.

الانتهاكات

وأكد بن مبارك على أهمية أن تشمل الزيارة محافظات أخرى وعلى رأسها محافظة تعز للاطلاع عن كثب على حجم الانتهاكات اليومية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في المدينة منذ أكثر من ثلاث سنوات، بالإضافة إلى محافظات حضرموت ومأرب للاطلاع على الأوضاع في المحافظتين وجهود الحكومة المبذولة لتعزيز حماية حقوق الإنسان وتيسير عمل المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان.

وجدد تأكيده استعداد الحكومة الدائم للانخراط في أي مفاوضات سلام قادمة تتخذ من المرجعيات الثلاث المتفق عليها مرجعيات أساسية للحوار.

وأوضح بن مبارك أن منهج الحوار السلمي والشامل كان السبيل الذي اتبعته الحكومة حتى قبل انقلاب الميليشيا على الدولة وخير مثال على ذلك هو مؤتمر الحوار الوطني الشامل.