بعد أن سدت ميليشيا الحوثي كل الطرق المؤدية للسلام، تواصل قوات الشرعية تحرير عدد من المناطق المهمة في خطوة من شأنها أن تجبر هذه الميليشيا على العودة إلى طاولة الحوار.

ولأن الحوثيين لا يعرفون إلا لغة القوة ويتسمون بإطالة معاناة اليمنيين باستمرار الحرب ورفضهم كل أطروحات السلام والحل السياسي فإن الهزائم المتتالية وتحرير مدينة وميناء الحديدة والوصول إلى مسقط راْسه في جبال مران بمحافظة صعدة ستشكل رسالة قوية وواضحة أن ليس أمام الميليشيا سوى الذهاب إلى الحوار أو الانتظار لمصيرهم المحتوم.

قوات الجيش في محور صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين فرضت حصاراً محكماً على المئات من عناصر الميليشيا في مواقع تمركزهم في جبهة مران غربي المحافظة الواقعة في شمالي البلاد على الحدود مع السعودية.

وبعد أيام من المعارك العنيفة نفذت قوات الجيش، أكبر عملية التفاف ناجحة على مواقع ومناطق تمركز ميليشيا في منطقة مران. حيث امتدت العملية على مسافة 15 كيلو متراً، وامتدت من عقبة مران وحتى عقبة شدى برازح، وأسقطت خلالها العديد من القرى والمرتفعات الاستراتيجية، كما تمكنت خلال هذه العملية من قتل وإصابة أكثر من 200 من عناصر الميليشيا، وتتولى حصار المئات من عناصر الميليشيا الانقلابية في مواقع تمركزهم.

إيقاف

وفِي سبيل التعجيل بالحل السياسي وعدم منح الميليشيا فرصة إطالة أمد الصراع وإعاقة مهمة المبعوث الدولي وتفاقم مأساة ملايين اليمنيين جراء الحرب التي أشعلتها الميليشيا وتسببت في تشريد أكثر من ثلاثة ملايين فرد وجعل نحو 14 مليوناً يواجهون شبح المجاعة تقدمت القوات التابعة للشرعية نحو مدينة وميناء الحديدة لتحريرها وإيقاف تهريب الأسلحة الإيرانية وإغلاق أكبر مصدر لتمويل العمليات العسكرية

قوات المقاومة المشتركة التي تضم ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية والرخامية استمرت في تحرير أحياء مدينة الحديدة من الاتجاهات الثلاثة. حيث تزحف نحو المدخل الشمالي للمدينة وهو آخر مدخل تسيطر عليه الميليشيا بعد أن حررت أجزاء واسعة من حي 7 يوليو بغية الوصول إلى شارع جيزان الذي يشكل آخر منفذ للمدينة والميناء لا يخضع لسيطرة الشرعية.

وفِي الطريق لاستكمال تحرير مدينة الحديدة تم تطهير وتأمين مجمع إخوان ثابت التجاري والصناعي الذي يضم مؤسسات وشركات مهمة كالشركة اليمنية لتصنيع الألبان والمعلبات التي كانت ميليشيا الحوثي تتحصن بها.

ضربة قاسمة

ولأن إنهاء سيطرة الميليشيا على ميناء ومدينة الحديدة يشكل ضربة قاصمة وسيؤدي إلى حرمانها من آخر وأهم منفذ إلى الخارج وإغلاق أهم وأكبر مصدر لتمويل حربها فإن القوات المشتركة تتجنب الدخول في عمق مدينة الحديدة لتجنيب المدنيين أضرار المواجهة فإنها اتجهت عبر عملية التفافية إلى شمال المدينة وباتت على بعد 2.5 كيلو متر من المدخل الشمالي كما اتجهت شرقاً نحو المطار والقاعدة العسكرية القريبة منه بهدف شُل قدرة الميليشيات وإرغامها على الاستسلام أو مغادرة المدينة والميناء.

العمليات العسكرية مكنت القوات المشتركة من الاستيلاء على كميات كبيرة من السلاح والذخيرة التي نهبتها الميليشيات من مخازن الجيش، من بينها صواريخ كاتيوشا وقذائف أر بي جي وقواذف، وذخيرة لأسلحة رشاشة متوسطة.

إعادة النظر

وفقاً لمسؤولين ومراقبين فإن انتهاء معركة الحديدة ووصول قوات الشرعية إلى مسقط رأس زعيم الميليشيا ستجعل الحوثيين يعيدون النظر في كل مواقفهم الرافضة للسلام والحلول السياسية وستعجل بالحل السياسي والحوار استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها داخلياً وخارجياً وبما يضمن إنهاء الانقلاب وكل الآثار التي ترتبت عليه.