تمكنت قوات المقاومة الوطنية العاملة ضمن المقاومة اليمنية المشتركة من التقدم نحو المدخل الشمالي للمدينة والميناء، وتطهير مساحات واسعة داخل مدينة الحديدة من الألغام والعبوات الناسفة المموهة في الأحياء السكنية والطرقات، التي كانت تشكل تهديداً كبيراً لحياة المدنيين الأبرياء وسط أنباء عن قيام الميليشيا بزراعة الألغام والعبوات الناسفة داخل أكياس السكر والأرز وطفايات الحريق، ومن ثم زرعها في منازل اليمنيين والطرقات العامة والمقار الحكومية داخل مدينة الحديدة، كما تم تلغيم عدد من المساجد، وذلك انتقاماً من الأهالي الرافضين لتواجد الميليشيا وممارستها الإرهابية.
وقال مصدر في المقاومة اليمنية، إن القوات نجحت في انتزاع مئات الألغام والعبوات الناسفة الحوثية «إيرانية الصنع»، التي كانت تستهدف الميليشيا بها المدنيين من أبناء الحديدة خاصة المناطق التي تم السيطرة عليها وطرد عناصر الميليشيا منها.
وأضاف المصدر، إن الميليشيا الحوثية واجهت الرفض الشعبي ضد تواجد عناصرها الذين قاموا بردود انتقامية، حيث حوّلوا المستشفيات والمدارس ودور العبادة إلى أهداف لقذائفها وصواريخها، فيما حوّلت العديد من الأحياء والمناطق داخل الحديدة إلى حقول للألغام.
وظهر تسجيل مصوّر للمكتب الإعلامي لقوات أولية العمالقة في الحديدة، غرب اليمن، قيام الميليشيا بتفخيخ مسجد «إخوان ثابت» بالمدينة، بعد قصفه وتدمير مأذنته بالكامل، وتخريب أجزاء كبيرة منه.
وأكدت مصادر، أن الميليشيا زرعت عدداً من العبوات الناسفة داخل جدران المسجد وخزائنه، في حين تركوا ألغاماً داخل باحاته الرئيسية وعلى مداخله، بعد تمكن قوات المقاومة اليمنية المشتركة من طردهم من المنطقة. ولا تعد هذه المرة الأولى التي تفخخ فيها ميليشيا الحوثي المساجد في اليمن، ففي 18 سبتمبر الماضي حوّل الحوثيون مسجداً في قرية الجريبة السفلى بمديرية الدريهمي في الحديدة إلى ثكنة عسكرية، واعتلى قناصة سطحه وأحرقوا غرفة الإمام.
الاقتراب من الميناء
إلى ذلك، أكد محافظ محافظة الحديدة وصول قوات الشرعية إلى قرب ميناء المدينة، بينما أعلنت ألوية العمالقة تحرير مجمع إخوان ثابت الصناعي والتجاري في المدخل الشرقي للحديدة، بالتزامن مع تطهير حي 7 يوليو والتقدم نحو المدخل الشمالي للمدينة والميناء.
وخلال لقاء جمع رئيس الوزراء معين عبدالملك مع محافظ الحديدة الحسن طاهر أطلعه الأخير على المعارك وتقدم قوات الجيش والمقاومة الشعبية الباسلة بإسناد من الأشقاء في التحالف العربي التي وصلت إلى مقربة من ميناء المدينة الاستراتيجي.
في الأثناء، واصلت قوات ألوية العمالقة تقدمها في أحياء مدينة الحديدة، وسيطرت على مجمع إخوان ثابت الذي يحتوي على مؤسسات وشركات مهمة كالشركة اليمنية لتصنيع الألبان والمعلبات، التي كانت تتخذ منها ميليشيا الحوثي متارس واقية لها.
تطهير
وبالتزامن ذكرت مصادر عسكرية لـ«البيان»، أن وحدات من المقاومة الوطنية واصلت تطهير حي 7 يوليو بعد تحرير مستشفى 22 مايو والمباني القريبة منه وتفكيك شبكة الألغام التي زرعتها الميليشيات حول المبنى وبالطرق المجاورة، على أن يتبع تأمين الحي التقدم نحو حي السلخانة المطل على شارع جيزان آخر مدخل للمدينة والميناء.
وحسب المصادر، فإن المنطقة شهدت مواجهات عنيفة بين قناصة الميليشيات المتمركزين والمدنيين وفوق أسطح المباني، وأن وحدات متخصصة بحرب الشوارع تولت مهمة ملاحقة عناصر الميليشيات، وأن المقاومة الوطنية فقدت قائد كتيبة المهام الخاصة عبد الغني الشبلي الذي قاد عملية اقتحام مجمع مستشفى 22 مايو وتحريره.
تأمين
إلى ذلك، أمّنت القوات اليمنية المشتركة مواقع جديدة في مديرية كتاف بمحافظة صعدة بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وقال مصدر عسكري في اللواء 151 مشاة لوكالة خبر، إن جنود اللواء حققوا تقدماً باتجاه مركز مديرية كتاف، وسيطروا على سلسلة جبلية مطلة على وادي الصوح غرباً وجنوباً، وأضاف المصدر، إن القوات الحكومية أطلقت عملية التفاف عسكرية مباغتة سيطرت من خلالها على سلاسل جبلية بعد أن تكبدت الميليشيا الحوثية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.