سعرت ميليشيا الحوثي الإيرانية من حملات التفتيش والدهم والاعتقال للناشطين والشباب الرافضيين لدعواتها وإغراءاتها، للانضمام إلى جبهات القتال، ومع سقوط المئات من ميليشيا الحوثيين يومياً في جبهات القتال، واتساع دائرة الرفض الشعبي لدعوات الالتحاق بجبهات القتال، بدأت الميليشيا تخشى اندلاع انتفاضة شعبية، فاندفعت بحسب سكان مراقبون إلى إرهاب السكان، واستهداف الشباب في المدارس والجامعات تحسباً لأي انتفاضة مع الهزائم التي تتلقاها في أكثر من جبهة، وكثفت الميليشيا الإيرانية بحسب سكان في صنعاء تحدثوا لـ«البيان» من حملاتها الهادفة لإرعاب سكان العاصمة وأقدمت على تنفيذ حملات تفتيش واعتقالات في شوارع ومتنزهات العاصمة.

وفي ظل انشقاقات متتالية في صفوف ما يسمى بحكومة الميليشيا وتنامي صراع الأجنحة داخل القيادة، بسبب الصراع على النفوذ والأموال ذهب الجهاز الأمني الخاص بالميليشيا نحو الجامعات والمدارس الثانوية وملاحقة منتسبيها وإغرائهم برواتب إذا ما التحقوا بالجبهات للقتال أو بالاعتقال بتهمة التعامل مع الشرعية والتحالف العربي، وفيما أقدمت الميليشيا على قمع وإهانة الزعماء القبليين في مناطقهم لبث الرعب في صفوف السكان استباقاً لأي تحرك شعبي ضدها، حيث أقدمت على تفجير ثلاثة منازل في محافظة إب مع وصول طلائع قوات الجيش الوطني إلى أطراف المحافظة، فإنها استخدمت القوة المفرطة في ضرب بذور المقاومة في محافظات ريمة وذمار أيضاً لكنها فشلت في حشد المزيد من المقاتلين واضطرت إلى إرسال كتائب من العناصر، التي تتولى التحكم بالعاصمة منذ اغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح ويقودها عبد الله الرزامي.

ترغيب وترهيب

أما في العاصمة التي عجزت الميليشيا عن ترغيب أو ترهيب الشباب للالتحاق بجبهات القتال فإنها تستخدم جهازها الأمني الخاص المعروف باسم الأمن الوقائي في ملاحقة أماكن الترفيه أو التجمعات الشبابية في المدينة بحثاً عن نشطاء مؤيدين للشرعية والتحالف أو بحجة منع الاختلاط في المقاهي.

ووفق سكان في المدينة تحدثوا لـ«البيان» فإن جهاز الأمن الوقائي التابع للميليشيا شن حملة مداهمة واعتقالات استهدفت تجمعات الشباب في الاستراحات والمنتزهات وفيشوارع وأحياء سكنية عدة بصنعاء وأخضعوا المتواجدين لتحقيق طويل للتأكد من هوياتهم وأخذوا بياناتهم الشخصية وأماكن سكنهم.

وحسب المصادر فإن عناصر الميليشيا وتحت تهديد السلاح أخضعت الشبان لتفتيش شخصي دقيق طال هواتفهم المحمولة لمعرفة مراسلاتهم، كما قامت باعتقال عدد من المتواجدين دون معرفة الأسباب، واقتادتهم إلى سجون أقسام الشرطة الواقعة في نطاق المديريات التي تتواجد بالمنتزه والاستراحة فيها.

رفض واسع

وتزامنت حملة الدهم والاعتقالات بتكليف مسؤولي الأحياء وأئمة المساجد ومديري المدارس ومسؤولي مكاتب التربية والتعليم لإقناع طلاب الجامعات والمدارس الثانوية عّن الالتحاق بالجبهات، وزاد من حالة الرفض في صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بها في مختلف الجبهات، ووصول عشرات الجثث يومياً إلى صنعاء وذمار والمحويت وحجة من جبهات القتال خصوصاً من جبهة الساحل الغربي.