يعد المشروع السعودي «مسام» لنزع الألغام، أحد المشاريع المهمة المستهدفة نزع الألغام في اليمن، وتطهير المواقع كافة من مخلفات الألغام والذخائر غير المتفجرة في محافظات تعز وعدن وصنعاء ومأرب.

وفي المناطق «عالية التأثير» التي تؤثر على السكان، وتتواجد الفرق الميدانية التابعة للمشروع في المناطق التي تتصل مباشرة بحياة المدنيين، ولها علاقة بعودة النازحين، وتأمين مناطقهم من الألغام التي زرعتها الميليشيا بكثافة في المنازل والمدارس والطرقات العامة والمزارع.

توقيت مناسب

وقال مدير المركز التنفيذي للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، العميد الركن أمين صالح عبدالله العقيلي لـ«البيان» إن المشروع يعد احد المشاريع الهامة التي أتت من الأشقاء في المملكة العربية السعودية في الوقت المناسب الذي يحتاج فيه الشعب اليمني لأية مساعدة في نزع الألغام التي زرعت في غالبية أنحاء اليمن بكثافة عالية وبأنواع وابتكارات جديدة.

( 32) فريقاً

وأوضح العقيلي أن 32 فريقاً تابعاً لمشروع مسام يعمل على الأرض في جميع المحافظات الملوثة بالألغام بما فيها محافظة الحديدة والتي تم تطهير عدة مديريات فيها، وفي محافظات تعز ولحج وشبوه والبيضاء وفي الجوف التي توجد فيها مساحات كبيرة مزروعة بالألغام.

فيما لدى المشروع فرق طوارئ متواجدة في المركز الرئيسي بمأرب للتدخل السريع وإبطال العبوات الناسفة أو مواد متفجرة في أي مكان وهي تتحرك بشكل سريع وفي حالة عمل على مدار 24 ساعة، إضافة إلى مشاركة فرق إسناد تتخصص في مجال الكشف عن المتفجرات بجانب انتشار فرق أخرى تقوم بنزع الألغام بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDB).

شكر

وتوجه العميد العقيلي، بالشكر للأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والتحالف العربي الذين لم يألوا جهدا في مساعدة اليمن في نزع الألغام، والذين يحفظ الشعب اليمني لهم كل المودة مقدرين جميع تضحياتهم ومن ضمنها المساعدة في مجال نزع الألغام وتخليصها من هذه الكارثة الإنسانية والتي لا يزال ينتظر في إطارها الكثير من المساعدة.

وبلغ عدد الألغام التي تم نزعها من قبل البرنامج الوطني لنزع الألغام والهندسة العسكرية والأشقاء في التحالف والمشروع السعودي لنزع الألغام ( مسام) 330 ألف لغم ومقذوف وقذيفة لم تنفجر من مخلفات الميليشيا.

وتعد زراعة الألغام إحدى الوسائل التي انتهجتها الميليشيا الانقلابية، والتي توصف بالانتهاكات المجرمة في القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المرتبطة به ومنها اتفاقية أوتاوا لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد.

انتشار واسع

ووسعت الميليشيا الحوثية من رقعة المساحات المزروعة بالألغام بنوعيها المضادة للدروع والأفراد يوما إثر آخر في المحافظات اليمنية وشملت مساحات واسعة في جميع المحافظات التي وصل إليها الانقلابيون، والتي ابتدأت من محافظة حجة وصعدة والجوف ومأرب والبيضاء وشبوة وأبين ولحج والضالع وتعز والحديدة، والتي تعتبر أغلب مديرياتها ملوثة ومزروعة بالألغام، وخلفت مئات الضحايا وأخرى مثلها من الجرحى والمعاقين المدنيين.

ألغام إيرانية

ولم تكتف الميليشيا الإيرانية، حسب مختصين في مجال نزع الألغام بزراعة العبوات المتفجرة الارتجالية بواسطة أجهزة الراديو والقادم بعضها بشكل مباشر من إيران (كما ورد في تقرير فريق خبراء مجلس الأمن لعام 2017)، بل إنها ابتكرت ألغاما متفجرة فردية ومموهة وارتجالية IED متنوعة الأغراض والأهداف.

وأضافوا إن الألغام البحرية، تشكل بدورها خطرا كبيرا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وهو ما يستلزم جهوداً إنسانية دولية ضخمة وبشكل عاجل لنزع تلك الألغام وتطهير الأرض اليمنية وسواحلها من تلك الألغام، وتحييد خطرها.