مع اقتراب الموعد المقترح لانعقاد مشاورات السلام في السويد عادت الميليشيا لوضع اشتراطات من شأنها أن تعرقل انعقادها، كما حدث في مشاورات جنيف في سبتمبر الماضي، رغم قول وكيل الأمين العام للأمم المتحدة مارك لوكوك إنه تلقى تأكيدات من الميليشيا بالمشاركة في هذه المشاورات.

وقالت مصادر سياسية يمنية لـ«البيان» إن الجانب الحكومي استكمل كل متطلبات إنجاح المشاورات، بما فيها ملف الأسرى والمعتقلين حيث سيمثل الجانب الحكومي وفد برئاسة وزير الخارجية خالد اليماني، وهو الوفد الذي اختير للمشاركة في جولة مشاورات جنيف، وقد أضيف إليه عبد العزيز جباري مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وحسب المصادر فإن دولة الكويت وفي إطار دعمها للحل السياسي تكفلت لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث بتوفير طائرة لنقل فريق المفاوضين عن ميليشيا الحوثي إلى ستوكهولم وإعادتهم إلى صنعاء، إلا أن اشتراطات الميليشيا نقل 50 من جناحها العسكري أصيبوا خلال المواجهات مع قوات الشرعية لا تزال عقبة أمام الذهاب إلى هذه الجولة.

العلاج بالخارج

ووفقاً للمصادر فإن الشرعية والتحالف العربي وافقا على نقل جرحى الميليشيا للعلاج بالخارج بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على أن يتم ذلك غداً الاثنين، لكن الميليشيا وحتى مساء أمس ترفض تسليم قائمة بأسماء الأشخاص الذين سيتم نقلهم، وهو أمر ترفضه الشرعية بشدة، وتؤكد أن هناك عناصر من الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله تريد الميليشيا تهريبهم وسط جرحاها.

وأكدت المصادر أن الميليشيا اتفقت مع المبعوث الدولي أن يصل فريق المفاوضين عنها السويد يوم الثالث من ديسمبر، وأن الجانب الحكومي أبدى جاهزيته للوصول إلى ستوكهولم اليوم ذاته، وكذلك سفراء الدول الراعية للتسوية في اليمن، إلا أن إصرار الحوثيين على أن يتم نقل من تقول إنهم جرحى إلى الخارج قبل مغادرة ممثليها صنعاء، ورفضها الكشف عن أسمائهم يهددان بإفشال هذه الجولة، كما حدث مع مشاورات جنيف في سبتمبر الماضي.

إلى ذلك قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة مارك لوكوك إنه استمع من الميليشيا في صنعاء، والحكومة التأكيدات بأنهم ينوون السفر إلى السويد لإجراء المحادثات التي سيعقدها مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة.

تحذير

وحذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ من أن الأوضاع قد تدهورت بشكل مثير للقلق وأن اليمن على حافة كارثة كبرى غير أنه عاد وأكد أن الوقت لم يفت بعد.

ومع انتهاء زيارته إلى اليمن قال من عدن إنه التقى العائلات في مخيم للنزوح خارج صنعاء، كما زار مخيماً للنازحين في محافظة لحج، وانتقد من دون تسمية تمركز ميليشيا الحوثي في المستشفيات، وقال «من غير المقبول رؤية رجال يحملون أسلحة داخل المستشفيات» وطالب بإبعاد المسلحين عن المرافق المدنية، مؤكداً أن الوكالات الإنسانية لا تزال تواجه عقبات كثيرة في عملها.

موارد

قال لوكوك: إن الظروف المتدهورة في اليمن تعني أن هناك حاجة إلى المزيد من الموارد في العام المقبل. وأضاف: المانحون التزموا هذا العام بمنح 2.3 مليار دولار لخطة الاستجابة 2018 أي نحو 80 في المئة من الاحتياجات.