أكدت مصادر في الحكومة الشرعية باليمن، استكمال الترتيبات الخاصة بمشاورات السلام التي ينتظر أن تعقد في السويد الأسبوع الحالي، على أبعد تقدير، إذا لم تحدث مفاجأة من قبل الميليشيا الإيرانية لإفشالها كما أفشلت مشاورات جنيف في سبتمبر الماضي.

وقالت مصادر متعددة لـ«البيان»: «إن الحكومة الشرعية وقعت اتفاق تبادل شامل للأسرى والمعتقلين تم برعاية الأمم المتحدة، بعد أن وقعته الميليشيا عند زيارة المبعوث الدولي مارتن غريفيث إلى صنعاء، ويتوجّه المبعوث الدولي اليوم إلى السويد على متن طائرة كويتية خصصت لهذا الغرض، وأن الجرحى الـ50 من مقاتلي الميليشيا سينقلون إلى الخارج لتلقي العلاج». ووفقاً للمصادر؛ فإن نقل جرحى الميليشيا تم بموجب الاتفاق الموقّع بين منظمة الصحة العالمية والتحالف العربي لتنظيم رحلات جوية لنقل المرضى الذين يحتاجون للعلاج في الخارج.

وقال مصدر في الفريق المفاوض عن الجانب الحكومي لـ«البيان»: «إن كل الترتيبات حتى مساء أمس تشير إلى أن المشاورات ستعقد في موعدها في ضاحية خارج مدينة استوكهولم، وأنها يمكن أن تؤدي إلى نتائج يتم من خلالها توقيع اتفاق مبدئي للحل السياسي، لكنه حذر من أن كل الجهود التي بذلها المجتمع الدولي والشرعية ودول التحالف لتجاوز كل العقبات التي وضعتها الميليشيا في طريق المشاورات؛ قد تنتكس فجأة بأي اشتراطات جديدة، أو خلق أعذار من قبل الميليشيات لإفشالها كما حدث في الجولات السابقة.

رصيد العراقيل

وأضاف: «لدى الميليشيات رصيد كافٍ من العراقيل التي تضعها عند كل جولة من المشاورات، كما أن لديها سجلاً حافلاً بعدم الالتزام بأي اتفاقات؛ ولهذا لا ينبغي الإفراط بالتفاؤل لأن هذه الجماعة لا تمتلك شيئاً من قرارها، وهي تنتظر التوجيهات من طهران أو ممثلها في المنطقة ميليشيا حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت».

وطبقاً لمصادر متعددة؛ فإن المبعوث الدولي استعان بفريق كبير من الشخصيات السياسية والمستقلة من الذكور والإناث سيرافقونه إلى استوكهولم، ليلعبوا دور الضاغط والداعم لإنجاح مساعي إبرام اتفاق بشأن الإطار العام للحل السياسي، إلى جانب اتفاق إجراءات بناء الثقة والمتمثلة باتفاق شامل لتبادل الأسرى والمعتقلين، والآخر مرتبط برفع الحصار عن مدينة تعز والانسحاب من ميناء الحديدة.

المصادر أوضحت، أن سفراء مجموعة الدول الراعية للسلام في اليمن، والتي تضم سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، وسفراء من دول الاتحاد الأوروبي وتركيا سيتوجهون أيضاً إلى العاصمة السويدية لتقديم الدعم والمساندة لجهود المبعوث الدولي، وتذليل العقبات أمام الاتفاقات المزمع التوقيع عليها.

توضيح

كشفت الناطقة باسم وزارة الخارجية السويدية، أن مشاورات السلام اليمنية لم يتأكد الموعد المحدد لها بعد، مضيفةً في تصريح لـ«راديو السويد»، إن الترتيبات جارية لهذه المشاورات. جاءت التصريحات السويدية بعد أنباء عن انطلاق هذه المشاورات في 6 من الشهر الجاري، التي رافقها تضارب في التصريحات الحوثية. وأعلنت الحكومة اليمنية، أن وفدها لن يذهب للسويد قبل وصول وفد الحوثيين.