قدم رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة استقالة حكومته للعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وذلك بعد جلسة استثنائية عقدتها الحكومة عقب صدور نتائج الجولة الثانية من الانتخابات النيابية، التي حقق فيها المستقلون فوزاً كبيراً على حساب الجمعيات السياسية، التي سقط بعضها، مثل جمعية المنبر الوطني الإسلامي ذات الميول الإخوانية، فيما حصدت المرأة البحرينية ست مقاعد في مجلس النواب.
وأعلن رئيس الوزراء بمملكة البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة خلال جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية، التي عقدت أمس، رفع كتاب استقالة الحكومة إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين. ونقلت وكالة أنباء البحرين، عن الأمين العام لمجلس الوزراء البحريني الدكتور ياسر بن عيسى الناصر قوله: إن استقالة الحكومة تأتي بعد الإعلان بشكل رسمي عن نتائج الانتخابات النيابية للفصل التشريعي الخامس، وعملاً بحكم المادة 33 من دستور مملكة البحرين، التي توجب تشكيل وزارة جديدة عند بدء كل فصل تشريعي.
فوز المستقلين
في الأثناء، أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات فوز المستقلين بأغلبية مقاعد البرلمان بعد فرز نتائج جولة الإعادة. وأسفرت النتائج التي خرجت بها صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية والبلدية، عن اختيار الناخب البحريني لبرلمان شبابي بامتياز، يجسد خليطاً من التكنوقراط، منهم ست سيدات.
وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات، عن النتائج النهائية، بعد تجميع الأصوات من المراكز العامة والفرعية، وسط اهتمام واسع من البحرينيين، والذين انتظروا الإعلان عنها، حتى بزوغ خيوط الفجر الأولى.
وكشفت النتائج عن دخول 37 وجهاً جديداً لبرلمان 2018، من أصل 40، ووصول ثلاثة نواب فقط من برلمان 2014، هم عادل العسومي، عيسى الكوهجي، وغازي آل رحمة.
وأسقط الناخب البحريني حظوظ جمعية المنبر الوطني الإسلامي ذات الميول الإخوانية، من فرصة التواجد في البرلمان الجديد، مع خسارة النائب السابق محمد العمادي جولة الإعادة، قبالة المرشح المستقل باسم المالكي، في حين نجحت جمعية الأصالة السلفية، بإيصال ثلاثة مرشحين لها، هم أحمد الأنصاري، وعبدالرزاق حطاب، وعلي زايد.
ونجحت جمعية تجمع الوحدة الوطنية بإيصال مرشحها الدكتور عبدالله الذوادي، بأول نجاح يحقق لها، منذ إشهار الجمعية العام 2012، في حين غابت عن الانتخابات ولأول مرة، ثقافة الفتاوي الدينية، والدوائر المغلقة، كما أعلن وزير العدل البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة، بالمؤتمر الصحافي الذي عقد بوزارة شؤون الإعلام أخيراً.
3 مميزات
وأشار الشيخ خالد بن علي آل خليفة إلى ثلاث مميزات للانتخابات الحالية، أولها الحضور المتميز للمرأة البحرينية والانفتاح، الذي يتمتع به المجتمع البحريني تجاه وجود المرأة في السلطة التشريعية، وهذا يعكس الثقة الكبيرة بالمرأة والإقبال على التصويت لها.
وأضاف أن الميزة الثانية كان وجود الدوائر المفتوحة، والتي شارك فيها كل أطياف المجتمع، وهو ترسيخ للعملية الديمقراطية، بمشاركة كل الأطياف، أما الميزة الثالثة فكانت المشاركة الفعالة للشباب، حيث شكل نحو 50% من الناخبين مع دخول ما يزيد على 50 ألف شاب لممارسة حقهم الانتخابي للمرة الأولى، حيث شكلت الفئة العمرية من 20 – 30 سنة أكبر نسبة في المشاركة، أما بالنسبة للمرأة فكانت متقاربة مع مشاركة الرجل.
ومما يفلت الانتباه، خسارة النائب السابق ناصر القصير، بفارق كبير عن منافسه أحمد السلوم، بعد انتشار مقطع فيديو لمدير حملة الأول، وهو يوزع مبالغ مالية على الناخبين، ويحلفهم القسم على القرآن للتصويت لصالح القصير، ما حد بتحويل القضية للنيابة العامة مباشرة، والنظر بحيثياتها.
مكاسب للمرأة
وشهدت الانتخابات النيابية والبلدية فوز 10 سيدات، 6 في المقاعد النيابية و4 في البلدية، وأكد وزير العدل ورئيس اللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات الشيخ خالد بن علي آل خليفة، أن الانتخابات تميزت بالحضور الكبير للمرأة. وأضاف أن الجولة الثانية من الانتخابات النيابية والبلدية شهدت أكبر عدد من المصوتين في أي جولة إعادة في تاريخ الانتخابات البحرينية.
وأعلنت الفائزة بعضوية مجلس النواب فوزية زينل، عن رغبتها في رئاسة المجلس النيابي، مؤكدة تطلعها لرئاسة المجلس النيابي، لتكون أول سيدة خليجية ترأس السلطة التشريعية عبر الانتخاب المباشر.