أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن نية وفود رسمية من الدولة زيارة إلى العاصمة السورية دمشق خلال الفترة القليلة المقبلة، مشددة في الوقت ذاته على أن قرار عودة سوريا يحتاج الى توافق عربي، وسط ارتياح عربي وترحيب سوري واسع بقرار استئناف العمل في سفارة الدولة في دمشق ووصف عدد من المعارضين السوريين القرار بأنه ينسجم مع سياسة الدولة ومساعيها لتحقيق الوحدة العربية.
وكذا دعمها لمسارات الحل السياسي للأزمات في المنطقة.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية، معالي الدكتور أنور قرقاش، إن هناك نية لزيارات وفود رسمية من الإمارات إلى سوريا في الفترة المقبلة. وأكد قرقاش أن قرار عودة سوريا للجامعة العربية يحتاج لتوافق عربي.
وفي تصريحات نقلتها قناة «العربية»، أشار قرقاش إلى أن الجميع مقتنع بأنه لا بد من مسار سياسي لحل الأزمة السورية. وأوضح معاليه أن فتح الاتصال مع دمشق لن يترك الساحة مفتوحة للتدخلات الإيرانية.
عودة وشيكة
من ناحيته ثمن نائب رئيس هيئة التفاوض السورية السابق الدكتور خالد المحاميد، في تصريحات لـ«البيان» عبر الهاتف، عودة العمل بسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في دمشق، متوقعاً في السياق ذاته أن تعيد الدول العربية علاقاتها مع دمشق.
وقال المحاميد: «يجب أن تكون هناك عودة قوية وسريعة وفاعلة للدول العربية؛ من أجل أن يكون لها دور فعال في قلب العروبة دمشق، ودعم الحل السياسي، والعمل سوياً من أجل بناء سوريا وعودة المهجرين».
وتابع نائب رئيس هيئة التفاوض السورية السابق، قائلاً: «هذا الذي عملتُ من أجله وكانت لي عدة زيارات منها إلى مصر والأردن، وطالبت بدور عربي فعال».
وأردف المعارض السوري قائلاً: «باعتقادي هناك مبادرة من الدول العربية المؤثرة في الملف السوري لإيجاد الحل السياسي، ذلك أن إغلاق السفارات وتجميد عضوية سوريا كان قد قوض الدور العربي، وأتاح لدول إقليمية أن تفرض أجندتها على الملف السوري». وتوقع المحاميد أن تعيد جميع الدول العربية علاقتها مع دمشق.
الحل السياسي
وإلى ذلك، قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية (أحد أبرز أطراف معارضة الداخل في سوريا) حسن عبد العظيم، إن الهيئة منذ بداية الأزمة السورية كانت ضد مسألة قطع العلاقات العربية وسحب السفراء من دمشق، على أساس أن وجود السفراء كان أمراً ضرورياً من أجل الحفاظ على دور عربي فاعل ومؤثر في الملف السوري.
وذلك من خلال اجتماعات مع السلطة الحاكمة يتم من خلالها توضيح المواقف مما يجري، وللحفاظ على التواصل، بينما معارضة الخارج كانت ترى أن مُجرد قطع العلاقات العربية مع النظام وتعليق عضوية سوريا بالجامعة أمور كفيلة بسقوطه، وهو ما لم يحدث، ما فتح الباب أمام تدخلات بالوكالة من منظمات إرهابية بحجة دعم الشعب السوري، كالنصرة وداعش.
وذكر، في تصريحات خاصة لـ«البيان» عبر الهاتف، أن عودة العمل بسفارة الإمارات العربية المُتحدة في دمشق أمر إيجابي وسيدعم إجراء تسوية سياسية في سوريا. مشدداً على ضرورة عودة الدور العربي الفاعل والمؤثر في الملف السوري؛ من أجل التوصل لحل سياسي.