لم يعد للطفولة من أماكن آمنة في غالبية مدينة تعز، دون أن يكونوا عرضة لطلقة قناص، أو رشقة رشاش، أو قذيفة حوثية تغتال أرواحهم بتوحش مجنون.
كعادتها كل يوم، عادت الطفلة زينب يحيى إسماعيل الجنيد (10 سنوات)، تمام الحادية عشرة والنصف ظهراً، من مدرستها في قرية الصرمين مديرية صبر الموادم، لترمي حقيبتها استعداداً للعب مع رفقائها.
دقائق بسيطة
دقائق بسيطة تمضي، والمرح يغمر الأطفال... ليشق الهواء رشقتا رشاش متوسط، أصابت إحدهما عبد الهادي الجنيد (7 سنوات) بالصدر، لتخرج من ظهره، والأخرى شقيقته زينب التي سقطت مباشرة على الأرض.
ذهول وخوف
الذهول والخوف فقط لا غير نشر ظلاله.. ليكسره المصاب عبد الهادي متحاملاً على نفسه للوصول إلى والدته في المنزل.. والذي ما إن وصله، حتى خرج صوته مخنوقاً مع دفقات دم قائلاً لأمه «أماه أختي ماتت، الدم الدم»، وليسقط كأخته مغشياً عليه. ولا سبيل بتاتاً لوصف حالة أم رأت جسدي طفليها... إلا أن أملاً باستمرار حياتهما، كان ما دفعها لسرعة إسعافهما إلى مدينة تعز.. فيما كان القناص يتابع إطلاق النار بغزارة، مستهدفاً كل حياة في سيارة الإنقاذ، غير مكتفٍ بما سفكه من دماء.
وفاة وحياة
يقول عبدالباسط الجنيد المدير لإحدى المدارس، القيادي الميداني في أحد ألوية الجيش الوطني بتعز، وعم الطفلين لـ «البيان»، رغم إسعاف زينب وعبد الهادي في مستشفى الروضة، إلا أن انطفاء نور الحياة، كان من نصيب زينب، فيما تلقى عبد الهادي العلاج في المستشفى ذاته من إصابته، وتم إجراء عملية جراحية له في مستشفى الثورة، وهو الآن في مرحلة الاستشفاء.