يسعى الحوثيون إلى الترويج لأنفسهم كجماعة هادفة لإحلال السلام وملتزمة بالاتفاقيات الدولية المختلفة، في خداعٍ مكشوف تُؤكده الخروقات التي تعكس تلاعبهم بتلك الاتفاقيات، وآخرها ما تم الاتفاق عليه في السويد، في استهتار واضح باليمنيين ومتاجرة بهم، بما يفاقم الأزمة في اليمن.
وحمّل محللون يمنيون -في تصريحات متفرقة لـ«البيان» من العاصمة المصرية القاهرة- المجتمع الدولي مسؤولية الكشف صراحة عن أن الحوثيين هم الطرف المتعنت والمتلاعب بما تم الاتفاق عليه في السويد، على اعتبار أن الميليشيا الحوثية تسعى إلى الالتفاف على اتفاق ستوكهولم من خلال ما ترتكبه من خروقات واضحة للعيان.
يقول عضو مجلس الشورى اليمني رئيس المؤتمر الشعبي العام في الحديدة، عصام شريم، في تصريحات خاصة لـ«البيان» عبر الهاتف من المملكة العربية السعودية، إن الجميع يعلم أن الحوثيين ليسوا أداة للسلام ولم يجنحوا يوماً للسلم، ذلك أنهم جاؤوا على أساس السلاح وعلى أساس القوة، ولا يمكن لمثل تلك «العصابة المسلحة» أن تعمل على التعاطي مع عملية السلام، وهذا أمر متوقع وليس غريباً على الحوثيين.
ويضيف شريم: «في الحقيقة، الوضع الراهن الآن في الحديدة من مماطلة في تنفيذ القرار الدولي رقم 2451 شاهد حي على أن الحوثيين لا يمكن أبداً أن يجنحوا للسلم أو يلتزموا بالقرارات الدولية، كما أنهم لم ينسحبوا من المدينة أو الميناء (الحديدة)، لأن الحديدة بالنسبة لهم متنفس اقتصادي كبير يرفد الخزينة الحوثية بملايين الدولارات، وكذلك من خلال الحديدة يستطيعون أن يهددوا الملاحة الدولية وأن تكون بيديهم أوراق أكثر قوة للضغط على الإقليم أكثر من قضية السلاح»، مشيراً إلى أن الحوثيين يفسّرون اتفاق ستوكهولم بأنه إعادة تموضع لقواتهم في المدينة.
وإلى ذلك، يوضح المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، في تصريحات خاصة لـ«البيان» عبر الهاتف، أنه من المفترض أن يقوم المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتأكيد على أن الحوثيين هم الطرف المتعنت والمتلاعب بما تم الاتفاق عليه في السويد، مشيراً إلى أن «الحوثيين يحاولون شرعنة تسليم الحديدة لأنفسهم والحصول على اعتراف أممي بذلك، ويعتقدون بأن العالم سيسمح لهم بالمسرحية التي يحاولون تنفيذها».
الأسلحة
ويلفت الطاهر إلى أن صحوة التحالف العربي والشرعية اليمنية تفشل المخطط الحوثي، لكن الحوثيين يواصلون محاولاتهم ويعملون على الحشد العسكري باستخدام مختلف أنواع الأسلحة نحو الجاح والفازة المنتظر أن تنسحب منها بحسب اتفاق السويد، ذلك بما يؤكد أن الحوثي يتلاعب بما تم الاتفاق عليه. ويشير المحلل السياسي اليمني إلى أن الحوثيين لم يستجيبوا لضغوط الأمم المتحدة ولم ينصاعوا لها، مشيراً إلى أن هنالك العديد من الآليات التي تمتلكها المنظمة الدولية من أجل مواجهة الحوثي، منها تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن وردع الحوثيين.
نقض العهود
وإلى ذلك، يوضح المتخصص في الشأن اليمني الدكتور سيد علي، في تصريحات خاصة لـ«البيان» عبر الهاتف، أن الحوثيين يحاولون تقديم أنفسهم على أنهم رعاة سلام ويريدون إحلال السلام في اليمن ويلتزمون بالاتفاقات الدولية وحريصون عليها، بخاصة منذ العام 2013 بينما هم لا يلتزمون بعهود، في الوقت الذي تقوم فيه بعض قوى المجتمع الدولي والقوى الإقليمية بدعمهم والترويج للحوثيين على أنهم جماعة سلمية دائماً ما تهدف إلى الالتزام بالعهود والمعاهدات كافة، وهذا على خلاف الحقيقة. ويشدد على أن الحوثيين «إلى حد كبير يمتلكون بعض الأذرع الإعلامية التي تحاول أن تبث تلك الصورة على غير حقيقتها.. وكنا نتمنى من المجتمع الدولي أن يكون أكثر قوة حتى يجبر الميليشيا على الالتزام بالمعاهدات والاتفاقات الدولية».