أجمع خبراء ومحللون سياسيون سعوديون على أن الخدعة التي مارستها ميليشيا الحوثي في مسرحية هزلية تمثلت في تسليم ميناء الحديدة إلى عناصرها دون أن تكون الحكومة الشرعية جزءاً من تسليم الميناء كما هو متفق عليه أثبتت للمجتمع الدولي عدم جدية ميليشيا إيران في التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة التي تسببوا فيها باليمن، والتفافهم حول اتفاق السويد الذي تم التوقيع عليه، هذا الشهر، برعاية الأمم المتحدة، للانسحاب من المدينة الساحلية وموانئها.
وأكدوا في تصريحات لـ«البيان» أن على المسؤولين الدوليين اكتشاف حقيقة الخدعة الحوثية التي تمثلت في تسليم عناصر من الميليشيا، ترتدي ملابس مدنية، الميناء لعناصر أخرى تابعة لها، ترتدي ملابس قوات أمنية وخفر السواحل، وذلك دون أن تكون الحكومة الشرعية جزءاً من تسليم الميناء كما هو متفق عليه، وبالتالي لم تسلم الميناء لقوات الحكومة الشرعية اليمنية، موضحين أن عاقبة ذلك ستكون خطيرة على الحوثيين الذين لا يفهمون إلا منطق القوة والسلاح.
الميناء
وقال الباحث المتخصص في العلاقات الدولية د عبد الله بن ناصر الفيفي إن هناك قناعة عربية بأن الميليشيا الانقلابية الإيرانية لن تتخلى بسهولة عن ميناء الحديدة الاستراتيجي، لأن ذلك عسكريا يعني نهاية المشروع الإيراني في اليمن كون الميناء هو آخر منفذ بحري لها للتزود بالأسلحة المهربة من إيران بما في ذلك الصواريخ الباليستية التي أطلقتها باتجاه السعودية، فضلاً عن استخدام سيطرتها على الميناء لتهديد حركة الملاحة الدولية، وفرض ضرائب على سفن المساعدات بغرض تمويل حربها العبثية ضد الشعب اليمني.
وأضاف الفيفي أن عدم تسليم ميناء الحديدة لقوات الشرعية اليمنية ينسف اتفاق السويد ويضع الميليشيا الانقلابية في مواجهة عسكرية عنيفة مع قوات الحكومة اليمنية ومعها قوات التحالف العربي لأن الميناء الذي يقع على بعد 226 كيلومترا غربي العاصمة صنعاء، له أهمية استراتيجية بالغة للمتمردين الحوثيين كونها حلقة الوصل البحري مع إيران من أجل تلقي إمدادات السلاح.
استهتار
ومن جهته شدد الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور محمد بن عمر الهيازع على ان الحوثيين يستهترون بكل الاتفاقيات الدولية، ويريدون من العالم أن يصدق مسرحية تسليم ميناء الحديدة، موضحا أنه عندما نص اتفاق السويد على (أن تقع مسؤولية أمن مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، على عاتق قوات الأمن المحلية، وفقًا للقانون اليمني) فإن ذلك يعني أنها تقع تحت مسؤولية قوات الشرعية اليمنية المعترف بها دوليًا وفقًا للقانون اليمني.
وأضاف الهيازع أن التفاف الحوثيين على اتفاق السويد فضحهم أمام العالم وأكد عدم جنوحهم للسلم وأنهم لا يفهمون إلا منطق السلاح والقوة، مع علمهم التام بأنهم منحدرون لا محالة خاصة وان القوات الحكومية مدعومة بقوات التحالف العربي تحاصرهم حول محافظة الحديدة، وأنهم ما وقعوا على اتفاق السويد إلا لضعف موقفهم العسكري في الميدان.
وأوضح انه من الناحية العسكرية فإن استعادة الحديدة من قبل التحالف العربي وقوات الشرعية، يمثل تطورا نوعيا في الأزمة اليمنية سيمهد الطريق أمام تحرير باقي المحافظات الساحلية في شمال اليمن، وإحكام السيطرة على كل المنافذ البحرية، ما يمهد للوصول إلى محافظات الوسط وعلى رأسها العاصمة صنعاء، وبالتالي إنهاء الحرب في اليمن واستعادته كاملا إلى الحضن العربي وكتابة نهاية المشروع الإيراني في المنطقة.
مسرحية
أما الباحثة السياسية المتخصصة في الشأن اليمني د. نوف بنت فهد العجلان فقد اعتبرت أن عدم تسليم ميناء الحديدة لقوات الحكومة الشرعية ومحاولة خداع المسؤولين الدوليين بعرض مسرحية هزلية تمثلت في تسليم الحوثيين بملابسهم المدنية الميناء لحوثيين بملابس خفر السواحل يمثل استهتارا باتفاق السويد واستخفافا بأعضاء لجنة المراقبين في الأمم المتحدة، مما يجعل خيار المواجهة العسكرية معهم هو الأقرب.