أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن التلاعب الحوثي يهدد اتفاق السويد ويعرض العملية السياسية للفشل، في وقت وافق المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث على اعتماد رؤية الشرعية اليمنية بخصوص اتفاق السويد، عبر التأكيد على أنه لن تكون هناك جولة مقبلة للمشاورات قبل تنفيذ كل بنود اتفاق السويد، من دون أن يشير بالاسم إلى ميليشيا الحوثي الإيرانية المسؤولة عن كافة الخروقات.
التسويف الحوثي
وكتب معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدة على تويتر، قبيل جلسة مجلس الأمن حول اليمن: «إحاطة مجلس الأمن حول اليمن اليوم مهمة للغاية، يجب أن تكون أجهزة الأمم المتحدة واضحة تجاه التسويف الحوثي بالتزامه بالانسحاب من الحديدة»، وأضاف معاليه أن «التلاعب الحوثي يهدد اتفاق السويد والخطوات القادمة للعملية السياسية ويعرض فرص السلام في اليمن للفشل، الحوثي هو المعرقل».
الإحاطة الأممية
وقدم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إحاطة لمجلس الأمن الدولي، حيث أعلن أن طرفي النزاع جدّدا الالتزام باتفاق السويد، لافتاً إلى أن هناك تقدماً في تنفيذ الاتفاق رغم صعوبة الأمر. وذكر غريفيث أن الجانبين التزما إلى حد كبير بوقف إطلاق النار في الحديدة، قائلاً: «نحث الطرفين على مواصلة العمل بحُسن نية مع الفريق الأممي في الحديدة».
وشدد المبعوث الأممي على أن المجتمع الدولي يريد أن يرى تطبيق اتفاق ستوكهولم على أرض الواقع، داعياً إلى الالتزام الكلي بالاتفاق قبل التوجه إلى جولة محادثات جديدة. وشدد على أنه الذهاب إلى جولة مشاورات قادمة وقبل تنفيذ اتفاقات ستوكهولم يعني «نقل المشكلات هذه إلى الجولة المرتقبة».
خدعة الميليشيا
وكانت الشرعية اليمنية أكدت مراراً أنها لن تقبل بجولة ثانية من المحادثات قبل استكمال ميليشيا الحوثي التزاماتها بتطبيق اتفاق السويد والانسحاب من الموانئ ومدينة الحديدة. فيما مارست الميليشيا ضغوطاً كبيرة في محاولة منها للقفز على اتفاق السويد وطرح خدعة تعتمد على التفاوض على المسائل النهائية (الحل الشامل والنهائي)، وهو ما يعني إعفاءها من الانسحاب من الحديدة.
تسجيل خروقات
وقال غريفيث خلال الإحاطة أمس: «أعمل مع الطرفين للتأكد من عقد المشاورات المقبلة في أقرب وقت». وأشار إلى أنه يجب العمل على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن تعز والأسرى، مؤكداً: «نحتاج لتحقيق الكثير قبل جولة المشاورات المقبلة».
وقال غريفيث إن العمليات العسكرية «تراجعت في محافظة الحديدة غربي اليمن، منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في المحافظة حيز التنفيذ في الـ 18 من ديسمبر الماضي»، لكنه استطرد قائلا إن «هناك بعض الخروق التي سجلت»، من دون أن يسمي الميليشيا الحوثية بالاسم.
وأوضح أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أكد له بنبرة قوية أن اتفاق ستوكهولم خطوة مهمة لتحقيق حل شامل للأزمة اليمنية.
وبالنسبة لاتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين ذكر المبعوث الأممي أن مكتبه واللجنة الدولية للصليب الأحمر يواصلان العمل مع الطرفين لتنفيذ الاتفاق طبقاً لما تم الاتفاق عليه في ستوكهولم، وسيتم عقد اجتماع للجنة الإشرافية لمتابعة عمليات تبادل الأسرى في عمان الاثنين المقبل.
وقال إنه يعتزم العمل مع الطرفين للتوصل لاتفاقات حول دعم البنك المركزي اليمني وإعادة فتح مطار صنعاء؛ لأن حل هذين الأمرين سيمثل إسهاماً ذا شأن لتخفيف المعاناة الإنسانية في«اليمن».
نهب المعونات
في الأثناء، طالبت الولايات المتحدة بمحاسبة ميليشيا الحوثي، بسبب نهبها للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى الشعب اليمني. وقال نائب المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهين، خلال جلسة مجلس الأمن: «قلقون بشأن تحريف الحوثيين لمسار المعونات الإنسانية، ونطالب بالتحقيق والمحاسبة بشأن تلك السرقات».
من جانبه، قال منصور العتيبي، مندوب الكويت بالأمم المتحدة، إنه لا بد من تعزيز الثقة بين الأطراف اليمنية، وهو ما يمكن تحقيقه عبر تبادل السجناء والمعتقلين.
وأشار إلى أن اتفاق السويد أعطى اليمنيين بصيصاً من الأمل في حل سلمي للأزمة اليمنية، مشيراً إلى أن السعودية والإمارات والكويت أكبر الداعمين لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.
24
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن إصدار 24 تصريحاً لسفن متجهة للموانئ اليمنية. ولفت إلى أن السفن المتجهة لميناء الحديدة والصليف تحمل مواد غذائية ومشتقات نفطية، وأن 3 سفن لا تزال تنتظر الدخول لميناء الحُديدة منذ 18 يوماً. وأشار إلى إصدار 19 تصريحاً جوياً وتصريحين بريين و105 تصاريح لحماية القوافل.