أعطى تعرض الفريق التابع للأمم المتحدة الذي يُشرف على الهدنة في ميناء الحُديدة اليمني لإطلاق النار،دلالات للمجتمع الدولي بأن ميليشيا الحوثي لا ترضى بالسلام وتواصل عنفها الهمجي في الحديدة.
عند وصول فريق المراقبين الدوليين إلى مدينة الحديدة لتسلم مهمتهم في الإشراف على تنفيذ اتفاق استوكهولم بشأن وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار والانسحاب من موانئ المدينة الثلاثة أظهرت الميليشيات ترحيباً بمهمة هذه البعثة، وما إن بدأت اللجنة عملها على الأرض. تكشف لها مراوغات الميليشيا وسعيها لإفراغ الاتفاق من مضامينه تحولت هذه الميليشيات إلى الهجوم، وبأسلوب مماثل لما اتبع مع المبعوث الدولي السابق إسماعيل ولد الشيخ.
بدأت الفضيحة حين استغلت الميليشيا موعداً مقرراً لزيارة كبير المراقبين لميناء الحديدة وقامت باستبدال مسلحيها في الميناء بآخرين يرتدون اللباس الرسمي لقوات خفر السواحل، ولما رفض الرجل تشريع هذه التمثيلية تعرض لحملة تشهير وبدأ التحريض ضده وخرجت ميليشيا إيران مسلحيها في تظاهره تتهم المراقبين بعدم تنفيذ اتفاق إعادة الانتشار، وقادت هجوماً إعلامياً متواصلاً ضده بلغت ذروتها عندما سلمهم الأسبوع الماضي خطة الانسحاب من الموانئ وإعادة الانتشار في المدينة
خطة الانتشار
وبعد يومين على رفض الحوثيين خطة إعادة الانتشار، والتي كشفت زيف التفسيرات التي كانت الميليشيا تسوقها، منع الرجل من المرور في منطقة خط التماس إلى الجانب الخاص لسيطرة الشرعية في مدينة الحديدة بعد أن عطلوا عمل اللجنة المشرفة لأكثر من أسبوع لرفضهم حضور الاجتماعات التي تعقد في الجزء الخاضع للشرعية، وبعد اتصالات استمرت عدة ساعات سمحت الميليشيات لموكب كبير المراقبين من المرور لكنها كانت في انتظاره عند اكتمال لقائه مع ممثلي الشرعية حيث أطلقوا النار على الموكب.
الميليشيا التي سبق وأن استخدمت نفس الأسلوب مع ولد الشيخ في آخر فترة من مهمته تأمل هذه المرة أن تحقق نفس النتيجة بأن يرضخ المجتمع الدولي لابتزازهم ويستبدل كبير المراقبين الدوليين كما حصل مع المبعوث الدولي السابق، وحتى تترسخ لدى الأمم المتحدة قناعة أن أي مبعوث لا يرضخ لرغبات الميليشيا سيتم إفشال مهمته.
التزام الحياد
وزاد من تمادي الحوثيين حرص الأمم المتحدة لى التزام الحياد وتجنب الصدام من أجل ضمان تقريب وجهات النظر، وقد جاء موقف المنظمة الدولية من استهداف موكب كبير المراقبين الدوليين ليعكس هذه الرؤية حيث تجنبت ة تسمية الطرف الذي يقف وراء استهداف موكب كاميرت، وهو أمر شجعهم على موقفهم الرافض لخطة الانسحاب وإعادة الانتشار.
على الرغم من أنه لم تكن هناك إصابات بشرية، بعد أن صدت العربة المدرعة الرصاصات التي تم إطلاقها أثناء الهجوم، فإن رغبة الحوثيين في استمرار تدفق الأسلحة هي التي أدت إلى تعرض البعثة الدولية لهذا الهجوم، حسب صحيفة (فويس أوف أميركا).
وجاء إطلاق النار بعد يوم من موافقة مجلس الأمن على إرسال ما يصل إلى 75 من مراقبي الأمم المتحدة إلى اليمن لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار.
سلامة
أكد الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، سلامة الجنرال باتريك كاميرت رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار وأعضاء فريقه وعلى عدم تعرض أي منهم لأذى في محافظة الحديدة، في اليمن بعد وقوع حادثة إطلاق نار. وفي تصريحات أدلى بها ستيفان دوجاريك، أشار إلى أن كاميرت كان في اجتماع مع ممثلي الحكومة اليمنية في لجنة التنسيق، وعند مغادرته مع فريقه تعرضت سيارة مصفحة عليها شارة الأمم المتحدة، لإطلاق نيران من قبل أسلحة خفيفة.
وأكد أن الفريق عاد إلى قاعدته بدون وقوع أي حوادث أخرى.