أدان حقوقيون وسياسيون ودبلوماسيون فرنسيون جرائم ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في مديرية خب والشعف شرق محافظة الجوف، ومديرية كشر في محافظة حجة شمال غرب اليمن، الأحد، مؤكدين لـ«البيان» أن ميليشيا الحوثي حولت مناطق عديدة في اليمن إلى مدن منكوبة، ومارست فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية.

حيث اجتاحت القرى والأسواق ومراكز التجمع الجماهيري والمرافق، وقتلت الأبرياء وشردت آلاف الأسر واختطفت مواطنين بعضهم في حالة صحية حرجة، مطالبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة التدخل السريع لدعم القوات اليمنية الحكومية وفرق المقاومة الشعبية للتصدي لجرائم الحوثيين ومساندة الحكومة اليمنية لفرض مسار السلام ومباحثات التهدئة التي بدأت شهر ديسمبر الماضي في ستوكهولم.

جرائم مروعة

وقال عضو مجلس أمناء المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان بباريس، ميشيل رينوار لـ«البيان»، إن الجرائم الوحشية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في مديرية كشر، من اجتياح للقرى والمناطق السكنية والأسواق ومراكز التجمع الجماهيري وقصفها بشكل عشوائي، واختطاف المدنيين ومنع الطعام والدواء عن السكان المحاصرين جرائم حرب مروعة.

وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة القيام بمسؤولياتها تجاه هذه الكارثة الإنسانية التي وصلت حد الإبادة الجماعية، والمؤسف أن هذه الجرائم مستمرة منذ أكثر من شهرين، أدت لمقتل وإصابة قرابة الـ300 شخص، بينما بخل المجتمع الدولي عن دعم فرق المقاومة الشعبية في مواجهة ميليشيا الحوثي رغم الاستغاثات والمناشدات، وهو أمر مؤسف.

الدوران في الدائرة

من جهته، أشار استاذ السياسة بجامعة «سوربون» وعضو الهيئة العليا لحزب «الجمهورية إلى الأمام»، روجيه موران، إلى أن اتفاقية التهدئة التي عقدت في السويد، تمضي عرجاء، بل تبدو في حالة دوران في الدائرة ولم تحقق خطوة واحدة إلى الأمام، ويشهد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، انتهاكات الحوثيين وخروقاتهم وتعمدهم نسف أي محاولة للحل أو المضي قدماً نحو السلام والتهدئة والانسحاب من الحديدة والموانئ، بل ويزداد الأمر سوءاً في جميع أنحاء اليمن، ما يعني أن المسار المتبع حالياً غير صحيح، ومساعي التهدئة التي انطلقت شهر ديسمبر الماضي لم تزد المشهد إلا تعقيداً، وعلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التحرك الناجع لإنقاذ هذا البلد المنكوب بخطى سريعة ووفق مسارات أخرى ضامنة لوقف جرائم الحوثي المروعة.

كوارث إنسانية

بدوره، أكد عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي، دينيس ماسيغيليا، أن ميليشيا الحوثي تتعمد عرقلة مساعي الحل السياسي، وتتمادى في ارتكاب الجرائم وخرق الهدنة لإبقاء الوضع على ما هو عليه، كونها المستفيد الوحيد من الوضع الكارثي والمأسوي الحالي، ومؤسف أن تتعامل الأمم المتحدة مع هذه الميليشيات الإجرامية كطرف موثوق يمكن اعتباره جزءاً من حل أزمة اليمن، الواقع يؤكد أنها عصابات إجرامية والتعامل مع مثل هذه العصابات لا يكون بالتفاوض والحلول السياسية السلمية، كونها ستكلفنا المزيد من الدماء والدمار والكوارث الإنسانية.