كعادتها ظهرت ترهونة في لحظة الحسم، هذا ما يؤكده مراقبون للمشهد الليبي، فتلك المدينة الواقعة على بعد 88 كلم جنوب شرقي طرابلس، والتي تمثّل إلى جانب ورفلة رمانة الميزان في المجتمع، كونها أكبر قبيلتين، وينتمي إليها أكثر من ثلثي الشعب، اندفعت بكل قوة إلى دعم قوات الجيش الوطني في عملية «الفتح المبين» لتحرير العاصمة طرابلس، وحيث تم الإعلان عن توحيد اللواء السابع الذي كان تابعاً للمجلس الرئاسي واللواء 22 التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة، في لواء واحد تحت مسمى اللواء التاسع، وأعلن، في بيان، أنه يضع كل إمكانياته تحت إمرة القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر.

مواجهات

وكان اللواء السابع خاض منذ أغسطس الماضي معارك طاحنة في الضواحي الجنوبية والغربية لطرابلس تحت شعار تحرير العاصمة من الميليشيات ودواعش المال العام. وتعرضت ترهونة لقصف جوي في 30 أغسطس أسفر عن عدد من الضحايا. وأكد اللواء في ذلك الوقت، أنه لا يتبع الجيش الوطني بل للمجلس الرئاسي الذي رد بدوره أن اللواء السابع كان بالفعل خاضعاً لتبعيته قبل أن يتخلى عنه في مايو 2018، لكن كان لافتاً أن اللواء 22 وقف بقوة إلى جانب اللواء السابع في معارك أغسطس وسبتمبر التي خاضاها معاً قبل إعلان وقف النار بوساطة من الأمم المتحدة، أو في يناير عندما تجدّدت الاشتباكات قبل الإعلان عن وقفها إثر وساطات قبلية تحت رعاية أممية.

اللواء السابع

ويتشكل اللواء السابع من 5 آلاف مقاتل، وآمره هو اللواء الصيد الجدي الترهوني، وكان في بداياته ميليشيا تقف وراءها أسرة الكاني، والتي يطلق على أفرادها اسم «الكانيات» وهي تتكون حالياً من خمسة أشقاء بعد مقتل شقيقهم السادس علي الكاني على يد عصابة إجرامية في العام 2013 بطريقة فظيعة قلبت حياة الأسرة رأساً على عقب، حيث قرر أشقاؤه الانتقام له، وقاموا بقتل جميع أفراد العصابة، وإبادة عوائلهم بالكامل، ومن هناك، اتّجه الكانيات للسيطرة على مقر كتيبة «الأوفياء» العسكرية واستحوذوا على الأسلحة الثقيلة، وقاموا بطرد جميع الميليشيات من المدينة، وشكلوا قوة عسكرية تتكون من عناصر كانت تنشط داخل قوات النخبة للنظام السابق مثل اللواء 32 معزز، وكتيبة محمد المقريف، إضافة إلى عدد من خريجي الأكاديميات والمدارس العسكرية.

وبعد بسط نفوذهم على ترهونة، حوّلوها إلى مدينة آمنة، كما اهتموا بالبنى التحتية والبيئة والمحيط، واستطاعوا القضاء على الجريمة. ويجمع المراقبون عل أن موقف ترهونة سيكون له تأثير كبير في مجريات الأحداث، نظراً لطبيعة تأثيرها في النسيج الاجتماعي ليس في طرابلس فقط، وإنما في كامل المجتمع الليبي.

اللواء 22

أعلن عن تشكيل اللواء 22 في يوليو 2017 ليكون منذ البداية تابعاً للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر، وهو يضم عناصر عسكرية محترفة وذات تراتبية، وتتكون بالخصوص من ضباط وضباط صف وجنود سواء من النظام السابق أو من خريجي الأكاديميات والكليات العسكرية خلال الفترة الماضية، وهو يضم فروعاً للتدريب والتسليح والمخابرات والشرطة العسكرية وغيرها..