أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في اجتماعاته مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة، التزام تحالف دعم الشرعية في اليمن الثابت باتفاق استوكهولم وجهود السلام الحالية التي تتم بوساطة من مارتن غريفيث، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مشدداً على حاجة اليمن إلى التوصل لحل سياسي من أجل تسوية النزاع، وأكد أن دولة الإمارات تعمل على دعم هذا الحل.

وأشار معاليه إلى أنه بالرغم من استمرار التفاؤل الحذر تجاه اتفاق استوكهولم، فإن دولة الإمارات لا تزال تشعر بالقلق إزاء تنفيذ الاتفاق، وخصوصاً في ظل الانتهاكات المتعمدة والمنهجية للاتفاق المرتكبة من جانب الحوثيين، إذ قام معاليه بحض المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين، من أجل إنهاء عرقلتهم العملية السياسية، وتحميلهم مسؤولية انتهاكاتهم الصارخة لالتزاماتهم الدولية.

وفي هذا الصدد، ذكر معاليه أن «دولة الإمارات، باعتبارها عضواً في تحالف دعم الشرعية في اليمن، لا تزال واضحة في التزامها باتفاق استوكهولم، والحفاظ على وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في السويد، إلا أن هناك نمطاً واضحاً لاستراتيجية الحوثيين في التعامل مع العملية السياسية».

وأضاف: «لقد دأب الحوثيون منذ بداية الصراع في اليمن على التعهد مرة بعد أخرى بقبول جهود الوساطة الدولية والاتفاقات الناتجة عنها، إلا أنهم يفشلون بعد ذلك في تنفيذها، ويظلون يتساءلون عما تم الاتفاق عليه، ثم يطالبون في النهاية بتقديم تنازلات جديدة، لقد انتهك الحوثيون اتفاق استوكهولم وقرار مجلس الأمن الدولي 2451، من خلال انتهاكهم اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من ثلاثة آلاف مرة منذ التوقيع عليه».

وعن محادثاته بشأن الوضع الإنساني في اليمن، أشار الدكتور قرقاش إلى أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات أعلنتا، في الثامن من أبريل 2019، عن تخصيص تبرع بقيمة 200 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة، من أجل تقديم الإغاثة الإنسانية لليمن خلال شهر رمضان المبارك، وهذا التبرع جزء من المساعدات البالغة 20 مليار دولار التي قدمها التحالف على مدى السنوات الأخيرة.

وأكد معاليه أن تقديم المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عوائق، عبر التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة والشركاء الآخرين في المجال الإنساني، لا يزال يمثل أولوية رئيسة للتحالف، مشدداً على أنه بالرغم من التزام دولة الإمارات بتقديم المساعدات إلى جميع أنحاء اليمن، فإن المساعدات التي تقدمها قوات التحالف إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن لا تزال تتعثر بسبب تعنت الحوثيين أنفسهم. ففي الحديدة، يواصل الحوثيون نهب المساعدات الإنسانية من أجل بيعها في السوق السوداء، وجمع الأموال لمجهودهم الحربي، إلى جانب تهديدهم ممرات الشحن المدنية في البحر الأحمر، وتهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، بما في ذلك الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار المتطورة.

كما سلط معاليه الضوء في اجتماعاته مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة على التدخل الخبيث في كل أنحاء المنطقة من جانب بعض الأطراف الإقليمية، وخصوصاً التدخل الإيراني في الشأن اليمني، مُشدداً على أن الدعم الإيراني هو الذي مكّن الحوثيين من مواصلة حملتهم العسكرية في تحدٍّ صارخ لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ودعا معاليه مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات أكثر حزماً لتطبيق القانون الدولي من خلال تعطيل تدفق الأسلحة الإيرانية إلى اليمن وإدانة الدور الإيراني في تأجيج الصراع.

كما أكد معاليه التزام دولة الإمارات بالعمليات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً: «إن ضمان الاستقرار والسلام المستدام لا يمكن تحقيقه إلا عبر الحلول السياسية، وإنه لكي يتم تحقيق ذلك بنجاح، يتعين علينا عرقلة وإفشال مخططات الجهات الإقليمية التي تهدف إلى تقويض الجهود الدولية، عبر تقديمها الدعم إلى الجماعات المتطرفة والإرهابية الإقليمية». وأضاف أنه «يجب علينا دعم النظام العربي».

جدير بالذكر أن زيارة معالي الدكتور قرقاش إلى نيويورك تضمنت لقاءات مع كل من أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، وروزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، ومارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ونيكولاس هيسوم، وكريستوف هويسجن، السفير والمندوب الدائم لألمانيا لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لشهر أبريل، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الآخرين في الأمم المتحدة وممثلي الدول الأعضاء.