مع كشف تقارير إعلامية، عن حملة يتزعمها النظام القطري لاستهداف الانتخابات الرئاسية في موريتانيا المقررة يونيو المقبل، بالأموال الفاسدة والتحريض الإعلامي، ظهرت صورة لأمير قطر تميم بن حمد يصافح المعارض الموريتاني ورجل الأعمال المتهم بدعم الإرهاب، المصطفى ولد الإمام الشافعي خلال زيارة إلى رواندا.
وكشفت مصادر موريتانية، عن اجتماع عقده تميم على انفراد، مع ولد الإمام الشافعي الذي كان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز اتهمه بالارتباط بالمنظمات الإرهابية، مشيرة إلى أنّ هذا الأمر معروف لدى كل أجهزة الاستخبارات.
وأكّد الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، في حوار مع مجلة «جون أفريك» في فبراير من العام الماضي، أنّ علاقة ولد الإمام الشافي مع الإرهاب هي ما برّر إصدار السلطات مذكرة توقيف دولية بحقه، لافتاً إلى أنّ ولد الشافعي ينشط منذ العام 2011، إلّا أنّ الكثير من الدول لم تتخذ إجراء بحقه باعتبارها تستفيد منه في الإفراج عن رهائنها مقابل دفع الأموال التي تتسلح بها المنظمات الإرهابية لتعتقل رهائن جدد وتستمر الدائرة الجهنّمية.
علاقات مشبوهة
وعرف عن ولد الشافعي علاقاته الوطيدة مع بعض الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة التي تنشط شمال مالي وفي منطقة الساحل، لاسيّما تنظيم القاعدة، ما مكّنه من التدخل والتوسط لإطلاق سراح رهائن أوروبيين محتجزين لديها، مقابل الحصول على حصة من أموال الفدية، من بينهم الرهائن الإسبان الذين اختطفهم التنظيم من الأراضي الموريتانية أواخر 2009.
وترجع تفاصيل إدانة الإرهابي الموريتاني إلى ديسمبر 2011، عندما أصدر قاضي التحقيق المكلف بالإرهاب في نواكشوط، مذكرة اعتقال دولية بحق المصطفى ولد الإمام الشافعي، برفقة ثلاثة أعضاء تنظيم القاعدة، تتهمهم السلطات الموريتانية بالضلوع في عمليات إرهابية وتهديد أمنها واستقرارها الداخلي.
واتهمت النيابة الموريتانية، آنذاك، ولد الإمام الشافعي بتمويل الإرهاب والتخابر لصالح الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل والصحراء الكبرى، وبتوفير الدعم المالي واللوجستي لها لضرب أمن واستقرار البلاد. وجاء إصدار مذكرة الاعتقال القضائية ضد المصطفى الإمام الشافعي، بعد تصاعد حدة الهجمات الإرهابية التي استهدفت موريتانيا، ما بين 2005 و2010، والتي استهدفت الجيش الموريتاني على الحدود الشرقية مع الشمال المالي، وأبرزها عمليتا «لمغيطي» صيف عام 2005، و«تورين» سنة 2006 اللتان سقط خلالهما عدد من الجنود الموريتانيين، وتبناهما تنظيم القاعدة. كما شنت هذه الجماعات عمليات إرهابية ما بين أعوام 2008 و2011.
اختراق دول
وعمل ولد الشافعي لفترة مستشاراً لعدد من الزعماء الأفارقة، كان آخرهم الرئيس البوركيني المخلوع بليز كومباوري، الذي أطاحت به ثورة شعبية في العام 2016، فيما تردّد أن ولد الشافعي وبليز كومباوري تسلما تعويضات ضخمة مقابل عمليات التوسط لدى الإرهابيين لتحرير الرهائن.
علاقات واختراق
شدّد مراقبون، على أنّ ولد الإمام الشافعي، جيّر علاقاته القوية بعدد من الزعماء الأفارقة لمساعدة قطر على اختراق عدة دول إفريقية، مشيرين إلى أنّه كان وسيطاً لتنظيم زيارة تميم إلى رواندا ونيجيريا، فضلاً عن ارتباطه بعلاقات غامضة مع تل أبيب.
كما يعتبر الشافعي حليفاً لرجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، الذي كان على صلة وثيقة بنظام الرئيس معاوية ولد الطايع، المقيم حالياً في الدوحة، وحصل على العديد من الصفقات، ما مكنه من تملّك ثروة ضخمة في ظرف وجيز، ويعد اليوم من أبرز معارضي نظام ولد عبد العزيز.