ضرب الإرهاب مجدّداً في ليبيا، في محاولة يائسة لوقف الحرب على التطرّف التي يشنّها الجيش الوطني على المليشيات، إذ أسفر هجوم تبنّاه تنظيم داعش، على معسكر تدريب تابع للجيش الوطني الليبي في سبها، عن مقتل تسعة جنود، فيما تمّ الكشف عن صواريخ إيرانية لدى الإرهابيين، يعدونها للاستخدام في معارك طرابلس.


ونقلت وكالة رويترز، عن مصدر بالجيش الوطني الليبي، قوله إن تنظيم داعش ومقاتلين من المعارضة التشادية وراء الهجوم. وأعلن المركز الإعلامي للواء 73 مشاة التابع للجيش الوطني الليبي، تصديه لهجوم تعرضت له المنطقة العسكرية في مدينة سبها فجر أمس. وقال المركز في بيان صحافي عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، إن وحدات الجيش الوطني الليبي في مدينة سبها، تصدت لهجوم مسلّح تعرّضت له المنطقة العسكرية. وأضاف: «ما إن تحركت المجموعة المسلحة، بقيادة حسن موسى، ومن يسانده برماية عشوائية، واقتراب مجموعة أخرى من المطار، حتى تم صد الهجوم».


وقال عميد بلدية سبها، حامد الخيالي: «تعرض مقر مركز تدريب سبها، التابع للقوات المسلحة، لهجوم إرهابي، من عناصر تنظيم داعش، تساندها عناصر من مجموعات إجرامية ومرتزقة، تسبب الهجوم في سقوط تسعة قتلى من العسكريين، بعضهم تعرض للذبح، وبعضهم أعدم رمياً بالرصاص». وأوضح الناطق باسم مركز سبها الطبي، أسامة الوافي، أن المركز استقبل في وقت مبكر من الصباح تسعة جثامين، مؤكداً عدم استقبال جرحى. إلى ذلك، أفاد مصدر أمني ليبي بمقتل ثمانية جنود، مشيراً إلى أنّ ستة جنود وجدوا مذبوحين داخل مقر إدارة التدريب، وجنديين قتلا أثناء الهجوم ويتبعـان الكتيبـة العسكريـة.


صواريخ إيرانية


في الأثناء، كشفت مصادر عسكرية ليبية، عن ظهور صواريخ إيرانية لدى مليشيات إرهابية، في محاولة تصديها للجيش الوطني أثناء معركة تحرير طرابلس، مشيرة لرصد صواريخ غير مألوفة على قائمة الأسلحة، كانت مركبة على قاعدة إطلاق فوق سيارة دفع رباعي، ضمن عتاد مليشيا «تجمع ثوار تاجوراء»، في محور منطقة الزطارنة بين القره وبولي وتاجوراء شرقي طرابلس. وتمّ نشر صور للصواريخ خلال تصدي قوات تاجوراء ومصراتة، لما قالوا إنها محاولة تقدم من قبل الجيش الوطني الليبي، كما نشرها أيضاً أشرف تنتون أحد قيادات القوة الثالثة - مصراتة، ومن مسؤوليها الإعلاميين، مشيراً إلى أنّ الصاروخ من ضمن 20 ألف صاروخ. والصاروخ المذكور «إم 302» إيراني الصنع، تم تعديله في سوريا، ويصل متوسط مداه من 100 إلى 120 كيلو متراً، وسبق استعماله من قبل حزب الله. ووفق المصادر العسكرية، فإنّ الصاروخ غير مجهّز بنظام تحديد المواقع أو وسائل توجيه أخرى، ما يضعف من درجة دقته.


عرض أسلحة


على صعيد متصل، عرضت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي، أمس، كميات من الأسلحة الواردة من قطر وتركيا، قالت إن الجيش استولى عليها في محاور القتال. وقالت الشعبة: «كل سلاحهم قادم من قطر وتركيا وغيرها، يقاتلوننا به، ونحن نسترده، ونحتفل به بطريقتنا الخاصة، رغم الحظر المفروض على جيشنا، إلا أننا قاتلناهم بسلاحهم الذي صادرناه منهم».
وأكدت مصادر عسكرية ليبية لـ «البيان»، أن الأسلحة التي حصلت عليها المليشيات الإرهابية من قطر وتركيا، تتمثّل في مدرعات وصواريخ حرارية ومضادة للطيران والدروع ومدافع وبنادق رشاشة وغيرها، وأن بعضها صناعة تركية، وأن البعض الآخر تم إرساله من قبل نظام الدوحة إلى طرابلس ومصراتة لدعم الإرهابيين.