يعاني الصيادون في الساحل الغربي لليمن من الانتهاكات المستمرة لميليشيا الحوثي الإيرانية التي عملت على نشر شبكات ألغام بحرية على طول سواحل البحر الأحمر والجزر المتناثرة بعرض البحر ما أدى لمقتل عشرات الصيادين وفقدانهم لقواربهم ومهنتهم التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد، ويشكو الصيادون من وجود سفينة إيرانية بالقرب من المياه اليمنية تعمل على تزويد الميليشيا الحوثية بالألغام البحرية وتعتدي على الصيادين اليمنيين من حين لآخر.
عبده علي فتيني صياد من قرية منظر جنوب مدينة الحديدة تحدث لـ«البيان» عن معاناته وزملائه الصيادين من ألغام ميليشيا الحوثي، فبعد نزوح أغلب سكان القرية ومنهم الصيادون بطبيعة الحال بقيت قواربهم راسية في مرفأ الاصطياد المخصص لقرية منظر الساحلية ولم تمض سوى أيام قلائل حتى علم صيادو منظر بفقدان قواربهم التي ظنوا أنها ستكون في مأمن من الألغام والعبوات الحوثية، حيث جرفت الرياح والأمواج شبكة من الألغام البحرية التي خلفتها الميليشيا إلى مرفأ منظر لتصطدم بقوارب الصيادين الراسية وتفجرها.
ويضيف فتيني: «كان أملنا كبيراً في العودة ومزاولة مهنتنا من جديد خاصة وأن قواربنا لم تتضرر في بداية الحرب لكن ألغام الحوثيين زحفت إلينا من أعماق البحر وفجرت قواربنا وقطعت رزقنا وتركتنا فقراء نازحين وعاطلين عن العمل، صحيح أننا نجونا بأنفسنا لكن خسارتنا لمصدر رزقنا هو قتل لنا من نوع آخر فكل صياد بذل جهداً كبيراً وقضى أجمل أيام حياته يكد ويكدح في البحر حتى استطاع امتلاك زورقه الخاص الذي تصل قيمته إلى ثلاثة ملايين ريال والآن يأتي الحوثي بألغامه الإيرانية ويفجره ويحرم هذا الصياد المسكين وأسرته من عمله الذي يكسب منه قوت يومه».
أكثر من خمسة قوارب فقدها صيادو قرية منظر بسبب الألغام البحرية تزيد قيمتها على خمسة عشر مليون ريال (ما يعادل ثلاثين ألف دولار)، أما بقية الصيادين فلا يستطيعون العودة أو دخول مرسى القرية خوفاً على حياتهم من الألغام ما يعني أن عشرات الصيادين فقدوا عملهم وبالتالي فقدت أسرهم مصدر الدخل الوحيد الذي يدر عليهم لقمة عيشهم وهذا يضطرهم للبقاء في مخيمات النزوح لتلقي المساعدات الإنسانية رغم تحرر قريتهم.