تلقت الحكومة الشرعية في اليمن تعهدات من جانب الأمم المتحدة بألا تسمح لميليشيا الحوثي بالتلاعب بتنفيذ مراحل إعادة الانتشار من موانئ ومدينة الحديدة والالتزام بتفاصيل اتفاق المرحلة الأولى بكل تفاصيلها، وقالت بعثة الأمم المتحدة في اليمن إنها ستعيد تقييم إعادة الانتشار في الحديدة غداً الثلاثاء، فيما أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني لـ«البيان» أن الميليشيا تستخف بقرارات مجلس الأمن وتحاول تضليله قبل انعقاد الجلسة القادمة للمجلس منتصف الشهر الجاري.
وقالت مصادر حكومية لـ«البيان» إن كبير المراقبين الدوليين أبلغ الجانب الحكومي في اجتماع عقد بالعاصمة المؤقتة عدن أن الخطوة التي أقدمت عليها ميليشيا الحوثي بالانسحاب من ميناء الصليف لا تعني التنصل أو القبول بالخروج عن خطة إعادة الانتشار في المرحلة الأولى، وإن الجانب الأممي يعدها خطوة فقط في إطار تنفيذ كامل وشامل للاتفاق الذي قبل به الطرفان، وأضافت البعثة إنها ستعيد تقييم إعادة الانتشار في الحديدة غداً الثلاثاء.
وحسب المصادر فإن فرق الرقابة التابعة للأمم المتحدة التي انتشرت في ميناءي الصليف وراس عيسى ستتولى مهمة التحقق من هوية عناصر شرطة خفر السواحل التي تسلمت الميناءين، كما ستتحقق من نزع الألغام واستلام خرائطها وفقاً لما هو منصوص في خطة تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار التي قبلت بها الحكومة وميليشيا الحوثي، وأكدت المصادر أنه ومن دون هذه الخطوات والإشراف المباشر على الموانئ وعائداتها وتنفيذ كافة بنود المرحلة فإن الذهاب نحو مناقشة تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق لن تكون ممكنة على الإطلاق.
وأكّدت بعثة الأمم المتحدة المكلّفة الإشراف على تنفيذ اتفاقات هدنة في الحديدة غربي اليمن، أن عملية «إعادة الانتشار» التي تنص على انسحاب المتمردين من موانئ المحافظة تسير وفق «الخطط الموضوعة».
وقالت البعثة في بيان «مضى اليوم الأول من إعادة انتشار الحوثيين من الموانئ الثلاثة الحُديدة والصليف ورأس عيسى، وفقاً للخطط الموضوعة».
وأعلنت الأمم المتحدة أن أنشطتها في الأيام التالية ستركز على إزالة المظاهر العسكرية ونزع الألغام. وستقوم البعثة بإجراء «تحقيق رسمي» لعملية انسحاب المتمردين من الموانئ غداً الثلاثاء.
بدوره قال اللواء صغير بن عزيز رئيس الجانب الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار إن الأمم المتحدة سوف توضح أن انتشار الميليشيا من الموانئ ما هو إلا جزء من المرحلة الأولى المتفق عليها بكل تفاصيلها بما فيها الرقابة والتحقق والموارد وإزالة كل المظاهر والعوائق والمشرفين وفقاً لاتفاق استوكهولم وأكد أنه في حال لم يتم ذلك فإن ما بني على باطل فهو باطل ولن تقبل به الحكومة.
السلام
وأكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تصريح خاص لـ«البيان» أن ما حصل أمس في الحديدة مسرحية مكشوفة، وجدد الوزير موقف الحكومة الجاد ورغبتها الحقيقية في تحقيق السلام الشامل والعادل والذي يضمن عدم تكرار ما حدث سابقاً وجزم بأن ما يحصل هو مسرحية هزيلة ومكررة وتساءل قائلاً: إذا كانت الميليشيا لم تسمح لرئيس فريق المراقبين الدوليين بالعودة إلى الحديدة وعقد الاجتماعات فكيف لنا أن نصدق مثل هذه المسرحيات؟
ونبه الإرياني المجتمع الدولي إلى أن الميليشيا تستخف به وبقرارات مجلس الأمن وتحاول تضليله قبل انعقاد الجلسة القادمة للمجلس منتصف الشهر الجاري مذكراً بأن اتفاق الحديدة ينص في مرحلته الأولى على انسحاب الحوثيين من ميناءي الصليف ورأس عيسى وتسليم خرائط الألغام للأمم المتحدة ونزع الألغام والمتفجرات وإزالة المظاهر المسلحة وإجراء الرقابة والتحقق واستمرار الرقابة.
اجتماع
من جهته قال العميد الركن صادق دويد الناطق باسم الجانب الحكومي إن الاجتماع الذي عقد مع الجنرال مايكل لوليسغارد في عدن كان إيجابياً، واتفق خلاله على ضرورة أن تفضي انسحابات الحوثي من الموانئ إلى إطار زمني محدد لتفعيل (آلية التحقق والتفتيش) وإطار زمني لإزالة الألغام والمظاهر المسلحة وآلية للإشراف على واردات الموانئ.
خرق
واصلت الميليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً خروقها لاتفاق وقف إطلاق النار ونفذت محاولات تسلل انتحارية جنوبي الحديدة بالتزامن مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار وفق اتفاق السويد.
ووفق الإعلام العسكري فإن بقايا جيوب الميليشيا الحوثية غربي مديرية بيت الفقيه نفذت محاولات تسلل انتحارية صوب منطقة الجاح الاستراتيجية مستخدمة مختلف الأسلحة ولكن من دون جدوى. وإن هذه المحاولة نفذت من جهة مزارع الحسينية لكنها انتهت بخسائر فادحة في صفوف الميليشيا بين قتلى وجرحى وإجبار البقية على الفرار.
وطبقاً لهذه المصادر فإن جيوب الميليشيا الحوثية في مديرية الدريهمي حاولت أيضاً التسلل بعمليات انتحارية مماثلة إلى مناطق استراتيجية في الضواحي الشمالية لمركز المديرية وسرعان ما انتهت المحاولة بالفشل الذريع وخسائر فادحة في صفوف المتسللين.