تسببت الخلافات وصراع الأجنحة وسط ميليشيا الحوثي، في الكشف عن أحد مظاهر الفساد الذي يمارس والمليارات التي تنهب، فيما يعيش نحو 24 مليون يمني على المساعدات ومليون موظف محرومون من رواتبهم.
وخرج سلطان السامعي، عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى الذي يعتبر شكلياً الجهة الحاكمة للمناطق التي تسيطر عليها الميليشيا بتصريحات مفاجئة قال فيها إنّ الفساد زاد عن حده وفوق ما يتصوره الشعب، متهماً جناحاً في الميليشيا بالاستيلاء على أموال صناديق رعاية النساء والتشجيع الزراعي، وصندوق رعاية المعاقين وصندوق الترويج السياحي.
وقال في تصريحات عبر قناة الساحات التي يرأس مجلس إدارتها بالشراكة مع ميليشيا حزب الله الإرهابية في لبنان، والتي تبث من الضاحية الجنوبية، إنّ القيادي الحوثي أحمد حامد والذي يتولى مسؤولية ما يسمى مكتب الرئاسة واللجنة العليا لتنسيق أعمال الإغاثة، لديه من الغباء ما لا يتصوره أحد، وهو يخرب الدولة.
فساد
وذكر السامعي أنّ حامد لديه 70 منصباً وأنه يتحكم بهيئة مكافحة الفساد وبمجلس الشورى والنواب وأنّه أوقف عمل مؤسسات الدولة وحول البلاد إلى بقالة ينتظر ومن معه العائد منها فقط، وأنّه جرّد ما يسمى المجلس السياسي الذي يعتبر أعلى سلطة في مناطق سيطرة الميليشيا من كل سلطاته.
وجرّد حكومة الميليشيا التي لا يعترف بها أحد من سلطاتها، وأصدر تعليمات بعدم قبول أي توجيه من حكومة الميليشيا أو ما يسمى المجلس السياسي، إلى أي مسؤول في مناطق سيطرة الميليشيا إلّا عبره شخصياً. وتعهّد السامعي في تصريحات تعتبر الأولى منذ الانقلاب على الشرعية، بالسعي وراء معرفة مصير مليارات الصناديق التي أخذها أحمد حامد ومن معه ووعد بمحاكمته.
وألقى السامعي خطاباً في حفل أقامته قيادة حزب المؤتمر الشعبي الخاضعين لسلطة الميليشيا وفاجأ الحضور بانتقاداته العنيفة ضد ميليشيا الحوثي قائلاً: «لقد انغمست وهي لا تعرف معنى الوحدة أو الدولة، وتسلطت على الوزارات والصناديق التي تسرق لصالحها»، في إشارة واضحة إلى مستوى الخلافات بين أجنحة الميليشيا بسبب تدخل حامد المعروف باسمه الحركي أبو محفوظ في كل التعيينات والقرارات واستبعاده أي ترشيحات يقترحها السامعي. وواصل السامعي انتقاداته بإعلانه رفض مثل هذا الإقصاء.