كداف سالم (35 سنة)، هو واحد من آلاف المصابين في اليمن، جراء قذائف ميليشيا الحوثي التي تطلقها بشكل عشوائي على المناطق المأهولة بالسكان على الساحل الغربي، مروراً بقرية القطابة ومديرية التحيتا والدريهمي ومنظر، بصورة شبه يومية، الأمر الذي تسبب في مقتل المئات من المواطنين الأبرياء، ونزوح آلاف الأسر إلى المناطق الأكثر أمناً.

لسنوات، ظل كداف سالم من سكان قرية القطابة، التابعة لمديرية الخوخة، يقطع مسافة 15 كيلو متراً من الطريق الأسفلتي الساحلي الواصل بين قريته ومدينة الخوخة بأمان، كان يذهب كل صباح للعمل في ميناء الاصطياد تارة، وفي نقل الركاب بدراجته تارة أخرى، ليعود نهاية اليوم بما يسد به حاجة أسرته المكونة من أم وثلاثة أطفال، وفي صباح أحد أيام نوفمبر من العام الماضي، كان كداف على موعد مع مقذوف أطلقته ميليشيا الحوثي الإيرانية، ليصادفه بمنتصف الطريق، ويحول حياته الهادئة رأساً على عقب.

يحكي كداف لـ «البيان» قصة إصابته التي حولته إلى عاطل عن العمل، ودمرت مصدر رزقه الوحيد «دراجته»: لا أستطيع تذكر ما حدث بالفعل، كان شيئاً مريعاً، حدث فجأة كالحلم، عندما كنت أقود دراجتي بالطريق العام، لمحت كرة لهب اشتعلت أمامي، وفقدت الوعي بعدها، ظننت أنني مت، لكن في المستشفى استيقظت ووجدت الأطباء وأهلي بقربي، حاولت تحريك يدي اليمنى، لكنها كانت قد أصبحت مكسورة، وشعرت بالألم ينهش كل جسدي، حينها تيقنت أنني ما زلت حياً، لكن ليس كما كنت تماماً، كان المستشفى الميداني بالخوخة قريباً من موقع الحادث، لذلك تم إسعافي بسرعة، ثم نقلت إلى عدن، ومكثت أربعة أشهر، بقيت أسرتي خلالها بلا معيل، سوى الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وحتى الآن ما زلت معاقاً، وغير قادر على مزاولة عملي، ودراجتي احترقت بالكامل.
 استهداف
ويردف كداف: «لا أعرف ما الذنب الذي جنيناه بحق الميليشيا حتى يستهدفونا بالقذائف ويملؤوا طرقنا بالألغام، نحن في تهامة مسالمون، نريد فقط أن نعيش بسلام، ولكنهم لا يتركون لنا حالنا، حتى بعد خروجهم من الخوخة، ما زالوا يلاحقوننا بمشروع الموت الإيراني الذي جاؤوا به».