رهنت قوى «إعلان الحرية والتغيير» دخولها في التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي بتنفيذ شروطها، فيما كشف نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق محمد حمدان حميدتي، لأول مرة، أن فض اعتصام القيادة العامة كان فخّاً نُصب لقوات الدعم السريع التي يقودها، متوّعداً بإيصال جميع من شارك في تلك المؤامرة إلى حبل المشنقة، في وقت مثل الرئيس المخلوع عمر البشير، أمس، أمام النيابة العامة المكلفة بقضايا الفساد في الخرطوم، في أول ظهور علني له أمام الرأي العام منذ إطاحته.

وأكّدت قوى «إعلان الحرية والتغيير» ترحيبها بالمبادرات الإقليمية والدولية لتيسير التوصل إلى حلول للأزمة. وقال القيادي في هذا الائتلاف، منذر أبو المعالي، لـ«البيان»، إن قوى الحرية والتغيير لن تدخل في أي عملية تفاوض مع المجلس العسكري ما لم يتم تنفيذ جميع شروطها المتمثلة بالاعتراف بمجزرة فض الاعتصام، وتشكيل لجنة تحقيق مشتركة بمكوّن دولي، ورفع الحظر عن الإنترنت. ونفى أبو المعالي أن يكون الوسيط الإثيوبي أبلغهم بنقض المجلس العسكري للاتفاقيات السابقة، كما نفى بشدة أن تكون قوى الحرية والتغيير هي من ترفض التفاوض.

فخ للدعم السريع

وكشف نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق محمد حمدان حميدتي، لأول مرة، أن فض اعتصام القيادة العامة كان فخّاً نُصب لقوات الدعم السريع التي يقودها، وأقسم أنهم لن يهدأ لهم بال حتى إيصال جميع من شارك في تلك المؤامرة إلى حبل المشنقة، مجدّداً رفض المجلس تدويل المشكلة السودانية، وقال إن السودانيين أولى بمعالجة مشكلاتهم.

وأكد حميدتي تقديره للدول التي وقفت مع السودان في محنته، وقال إنها تأذّت من البعض، مضيفاً أن السودان مع تلك الدول قلباً وقالباً، وأنهم سيرون السودان قريباً آمناً مستقراً يتطلع إلى تنمية والاستقرار.

وقال حميدتي، مخاطباً قيادات في الإدارة الأهلية، إن فض الاعتصام كان فخّاً نُصب لقوات الدعم السريع، مؤكداً أن المنطقة المقصودة بالفض هي المعروفة محلياً بـ(كولومبيا) على شارع النيل، لافتاً إلى أن «هناك انحرافات حدثت لأغراض محددة، وذلك بشهادة بعض المعتصمين»، وشدّد على أن المجلس العسكري يعمل بكل وسعه من أجل إيصال من ارتكب الخطأ أو المؤامرة إلى حبل المشنقة بالقانون.

حكومة تكنوقراط

وأعلن حميدتي جاهزية المجلس العسكري لتشكيل حكومة من التكنوقراط، وموافقته على ما يتفق عليه أهل السودان، مبيّناً أن خلاف المجلس مع قوى الحرية والتغيير ينحصر في نية تلك القوى سَن قوانين في مجلس تشريعي غير منتخب لاستئصال المجلس العسكري، وقال إنهم على استعداد لتسليم السلطة لمجلس وزراء يمثل كل الأطياف السودانية.

محاكمة البشير

في الأثناء، مثل البشير، أمس، أمام النيابة العامة المكلفة قضايا الفساد في الخرطوم، حيث ظهر للمرة الأولى أمام الرأي العام منذ إقالته في أبريل تحت ضغط الشارع. ووصل البشير مرتدياً الثياب التقليدية من سجن كوبر إلى مقر النيابة العامة، يرافقه موكب آليات عسكرية وعناصر أمنية مسلّحة.

وقال وكيل النيابة علاء دفع الله للصحافيين: «تم إحضار الرئيس السابق وإبلاغه بأنه يواجه تهماً بموجب المادتين 5 و9 حيازة النقد الأجنبي، والمادة 6 الثراء الحرام، والمادة 7 الحصول على هدية بطريقة غير قانونية».

رؤية الجامعة

قال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الذي وصل إلى الخرطوم، أمس، إنه طرح رؤية الجامعة بشأن الأوضاع في السودان لرئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان بكل وضوح، بهدف تأمين الاستقرار والتوصل إلى توافق داخلي.

وأشار إلى أن البرهان استمع راضياً لرؤية الجامعة، معرباً عن أمله بأن ينتهي الوضع بالتوصل إلى توافق يستقر عليه الرأي، وينقل السودان من هذه المرحلة إلى مرحلة جديدة تؤمّن للشعب السوداني ما يرغب فيه.