تعد المواسط إحدى قرى ريف محافظة تعز التي تضررت جراء الحرب وحصار الميليشيا لها طوال السنوات الأربع الماضية، فيما يعاني أهلها ظروفاً اقتصادية صعبة، بسبب الإجراءات التي تفرضها الميليشيا الحوثية ضد أبناء تعز وعقابهم من خلال فرض الحصار عليهم ومنع تنقلهم بين القرى والمدن الأخرى.
وتعرّض المستشفى الوحيد في المنطقة بسبب الحرب التي شنّتها ميليشيا الحوثي، للإهمال وفقدان دوره في علاج المرضى، ما دفع السكان إلى السفر للعاصمة المؤقتة عدن لتلقي العلاج، ما تسبب لهم في معاناة كبيرة، فضلاً عن خسائر مادية لا يستطيعون دفعها.
وفي إطار دورها في دعم القطاع الصحي وإعادة الأمل للمواطنين في المنطقة، اعتمدت دولة الإمارات العربية المتحدة، النفقة التشغيلية لمستشفى المواسط الريفي في مديرية المواسط جنوب محافظة تعز، وهو ما أسهم في تخفيف معاناة المواطنين، وإنقاذ الكثير من الحالات الحرجة وتوفير الجهد والتعب والخسارة المادية على اليمنيين.
رفع معاناة
وأسهم دعم دولة الإمارات بإعادة تفعيل المستشفى من خلال تسليم رواتب الكادر الطبي ودعمه بالمستلزمات الطبية، وتقديم الخدمات مجاناً في الفحوصات المخبرية والأشعة والعمليات الجراحية بأنواعها الصغرى والكبرى لمدة ثلاثة أشهر.
فيما كانت آخر العمليات الكبرى التي تم تنفيذها في المستشفى بفضل الدعم الإماراتي، إنقاذ حياة فتاة عشرينية من أبناء المنطقة، حيث قام الأطباء المختصون في المستشفى باستئصال ورم كبير من رحمها، بعد خضوعها لعملية جراحية استمرت ساعات داخل المستشفى الريفي المدعوم من الهلال الأحمر الإماراتي، وهو أسهم في إنقاذ حياتها والتخفيف من معاناة أهلها.
وتمّ تنفيذ ما يزيد على 600 عملية جراحية كبرى وصغرى، وتقديم خدمات طبية مجانية لجميع المواطنين، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
خطوة
وقال منسق الهلال الأحمر الإماراتي في ريف الحجرية د.هشام الحمادي، إنّ المستشفى يستقبل مئات الحالات المرضية والجراحية يومياً، ويقدم لهم الخدمات الطبية المختلفة، والعمليات مجاناً، بدعم من دولة الإمارات.
وأضاف الحمادي أنّ الخدمات المجانية يتم تقديمها لجميع المرضى في مديرية المواسط وما حولها من المديريات، حيث يلجأون إليه لعدم توفر الإمكانات المادية لدى المواطنين. ورأى مدير مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة تعز د.عبدالرحيم السامعي أنّ اعتماد ميزانية تشغيل مستشفى المواسط الريفي خطوة في الاتجاه الصحيح، حيث يخدم المستشفى أكثر من 270 ألف نسمة، ويتميز بموقعه الجغرافي بين ثلاث مديريات ذات كثافة سكانية.
واستبشر أهالي مديرية المواسط بهذا العمل الإنساني الذي يوفر لهم الخدمات الطبية المجانية بعد أن حرموا منها لسنوات، مقدمين الشكر للهلال الأحمر الإماراتي الذي أعاد تشغيل المستشفى.