قال وكيل وزارة حقوق الإنسان في اليمن، نبيل عبد الحفيظ، إن سياسة التجويع هي وسيلة من وسائل الميليشيا الحوثية لإخضاع اليمنيين وإقناعهم ببقاء الميليشيا.

وأفاد المسؤول اليمني، في تصريحات خاصة لـ «البيان» من العاصمة المصرية «القاهرة» الخميس، بأن الميليشيات الحوثية تعتمد على عدة أساليب في عمليات نهب المساعدات الغذائية التي تصل إلى اليمن، وهي بذلك تؤكد منهجيتها القائمة على أسلوب التجويع الذي تعتمد عليه في محاولة لإرضاخ الناس وقبولهم ببقائهم.

ومن بين الوسائل التي تعتمد عليها الميليشيا الحوثية في عمليات نهب المساعدات، عمليات النهب المباشر للمساعدات، من خلال الاستيلاء على المساعدات الغذائية والإنسانية والطبية، وفق عبد الحفيظ، الذي أضاف أيضاً أنه من بين تلك الوسائل كذلك قيام الحوثيين بإقناع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة –بخاصة خلال الثلاثة أعوام الماضية- بأنهم سوف يشاركون في تقديم المساعدات، ومن ثمّ يقدّمون أوراقاً مزورة بمن سُلمت إليهم تلك المساعدات.

وتابع المسؤول اليمني: «من بين أساليب نهب المساعدات الإنسانية من قبل ميليشيا الحوثي، قيامهم بتوجيه تلك المساعدات في الاتجاه الذي يريدونه، وذلك عبر تقديم كشوفات بمن يستحق تلك المساعدات، من خلال منظمات قامت الميليشيا بإيجادها واستخدامها في هذا الإطار، هذا الأسلوب تعمل الميليشيا من خلاله لتوجيه المساعدات للموالين لها أو من تريد الحصول على ولائهم».

ومن بين أساليب نهب المساعدات كذلك –كما يحددها المسؤول اليمني في معرض تصريحاته لـ «البيان» من القاهرة- هو «عرقلة وصول المساعدات؛ إما بمنع السفن أو إيقاف الشاحنات المحملة بالمساعدات على أبواب المدن؛ حتى تصل المساعدات إلى التلف نتيجة فترات الانتظار الطويلة».

وتحدث المسؤول اليمني، في الإطار ذاته، عن قرار التعليق الجزئي من قبل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة للمساعدات الغذائية في اليمن، بعد توقف المفاوضات مع ميليشيا الحوثي، وقال: «التعليق الجزئي للمساعدات في صنعاء سوف يتضرر منه قرابة الـ 850 ألف مواطن من الذين لن تصل إليهم المساعدات».

وتابع عبد الحفيظ: «أسلوب عمل هذه المنظمات الذي يعتمد على التساهل في آليات تقديم المساعدات يحتاج إلى إعادة مراجعة وتقييم»، مشيراً إلى أن «إيقاف المساعدات ليس حلاً، ندعو لإيجاد استراتيجيات مشتركة مع الحكومة الشرعية، لإيصال المساعدات لمستحقيها، وعدم نهبها من قبل ميليشيا الحوثي كما يحدث من خلال تلك الأساليب التي يتبعونها».

وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الخميس الماضي، تعليقاً جزئياً لتوزيع المساعدات في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران. واتهم البرنامج الميليشيات باستغلال المساعدات للتربح وتحويلها بعيداً عن المستحقين، لافتاً إلى أنه يسعى من هذه الإجراءات إلى الاتفاق على آلية تضمن وصول الأغذية إلى من يحتاجون إليها.