دفعت الوعكة الصحية التي ألزمت الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي سرير المستشفى، بالقوى السياسية إلى تحركات حثيثة بغرض سد الفراغ الناجم عن عدم انتخاب المحكمة الدستورية المختلف عليها من قبل ذات القوى، وفيما قالت مصادر لـ«البيان» إن نواب الكتلة الديمقراطية والجبهة الشعبية تقدموا بمقترح مفاده أن يضطلع مجلس نواب الشعب (البرلمان) بدور المحكمة الدستورية في ظل غيابها، أعلنت الرئاسة التونسية تحسّن صحة الرئيس الباجي قائد السبسي، وقرب عودته لممارسة مهامه. وقالت الناطقة باسم الرئاسة التونسية، سعيدة قراش، إن صحة السبسي في تحسّن مستمر، وسيعود قريباً لممارسة نشاطه.
ورجحت الرئاسة قرب خروج السبسي من المستشفى، وتابعت أن «الرئيس السبسي تحدث إلينا وحالته الصحية تتحسّن». وأضافت أن السبسي أجرى صباح أمس اتصالاً هاتفياً مع وزير الدفاع الوطني عبدالكريم الزبيدي واطمأن على الوضع العام بالبلاد.
إلى ذلك علمت «البيان» أن نواب الكتلة الديمقراطية والجبهة الشعبية تقدموا بمقترح مفاده أن يضطلع مجلس نواب الشعب (البرلمان) بدور المحكمة الدستورية في ظل غيابها فيما يخصّ إقرار الشغور الوقتي أو الدائم من عدمه في منصب رئيس الجمهورية، لكن مكتب البرلمان لم يتفاعل مع هذا المقترح ولم ينظر فيه.
وقال عضو مكتب مجلس نواب الشعب، غازي الشواشي، إن الأحزاب الحاكمة تتهرّب من التطرق لموضوع الوضع الصحي لرئيس الجمهورية ومعاينة الشغور الوقتي أو الدائم في الرئاسة باعتبار أن رئيس البرلمان قدّم معلومة مفادها أن الوضع الصحي للرئيس مستقراً، داعياً مجلس نواب الشعب إلى الحلول محل المحكمة الدستورية في معاينة الشغور.
وأضاف الشواشي أنه تم رفض طلب لكتلة الجبهة الشعبية والكتلة الديمقراطية لعقد جلسة عامة اليوم السبت للتداول في الوضع العام بالبلاد بعد العمليات الإرهابية. مشدداً على أن «على البرلمان أن يكون جاهزاً لكل الاحتمالات وأن يتحمل مسؤوليته فيما يتعلق بالحالة الصحية لرئيس الجمهورية، وعليه أن يحل محل المحكمة الدستورية لمعاينة الشغور الوقتي أو النهائي لمنصب رئيس الجهورية والقيام بالإجراءات اللازمة».
في الأثناء، قال وزير الداخلية هشام الفراتي إن عملية أول من أمس الإرهابية الهدف منها بعد استهداف الأمنيين هو إفشال الموسم السياحي، مشدداً على أن المؤسسة الأمنية لهم بالمرصاد في إشارة للإرهابيين.
ودعا خلال حضوره موكب دفن عنصر الشرطة البلدية مهدي الزمالي الذي قضى في تفجير إرهابي بشارع شارل ديغول بقلب العاصمة، دعا التونسيين لعدم الرضوخ والتأثر بمثل هذه العمليات المنفردة والمعزولة.
وأفاد الناطق باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي، بأن الأبحاث الأولية بشأن العمليتين الإرهابيتين اللتين حدثتا صباح الخميس، أفضت إلى وجود ارتباط بين العمليتين، مرجحاً وجود علاقة بين العنصرين الاثنين اللذين قاما بتنفيذهما.