أصدر رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي أمس مرسوماً يحد على نطاق واسع من سلطات الميليشيات المدعوم أغلبها من إيران، ويلزمها بالاندماج في القوات المسلحة النظامية.
ووفقاً لوكالة رويترز، يأمر المرسوم الذي أصدره عبد المهدي بدمج الوحدات شبه العسكرية في الجيش ويلزم تلك الفصائل بالاختيار بين العمل السياسي أو العسكري. كما يحدد للفصائل مهلة تنتهي في 31 من يوليو للالتزام بالضوابط الجديدة.وكانت المديرية العامة لحماية المنشآت والشخصيات في بغداد، أعلنت عن تشديد الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية البعثات الدبلوماسية، خشية حدوث أي اعتداء عليها، فيما رأى محللون أن الإجراءات غير كافية وأن ميليشيات معروفة تقف خلف العديد من الهجمات ولم تتم محاسبتها.
وكشف المدير العام للمديرية، اللواء الركن عامر صدام، عن الشروع في تطبيق إجراءات مشدّدة في محيط السفارات ببغداد، مؤكداً وضع خطط لمكافحة أي حوادث مشابهة لما حصل في السفارة البحرينية.
وتجاهل اللواء الركن عامر صدام، في بيانه، حقيقة أن «الاستهداف عن بعد»، كما حصل للسفارة الأمريكية، طال المنشآت العسكرية العراقية التي يوجد فيها مستشارون أجانب، عدا الإيرانيين. ولاحظ مراقبون أن القوات الأمنية اعتقلت عدداً من الذين هاجموا السفارة البحرينية، وهم مدفوعون من ميليشيات موالية لإيران، وتساءل صدام: «لكن من الذي يحاسبهم؟».
التكليفات الشرعية
ويقول المحلل السياسي أيمن السبعاوي، إن الميليشيات الموالية لإيران معروفة وتتحدث كأطراف مرتبطة بالحكومة، لكنها عملياً خاضعة لتوجيهات إيران. ويضيف أن الشيخ أوس الخفاجي، قائد ميليشيا «أبو فضل العباس»، اعتقلته «قوة من الحشد الشعبي»، لأنه اتّهم عناصر موالية لإيران باغتيال أحد أقربائه، الروائي علاء مشذوب، في كربلاء.
ويقول المتخصص بالشأن العراقي ساهر عبد الله، إن الحكومة لم تشخّص الجهات التي أطلقت الهاون والصواريخ في بغداد والتاجي وبلد ونينوى وهيت، على الرغم من معرفتها بأن الأماكن التي انطلقت منها خاضعة لنفوذ الميليشيات الموالية لإيران، ومع ذلك تقول إنها لا علم لها بانطلاق الطيران المسير من جنوب العراق، لضرب المنشآت النفطية السعودية، وهي لا تعلم بالفعل، لأن المنفذين لا يستأذنون منها.
عدوان صريح
وبحسب المحلل السياسي محمد صباح «لم يكن مفاجئاً أن تتولى مجاميع طائفية مسلّحة استهداف السعودية أو مواقع أمريكية في العراق، خاصة أن إيران كشفت علناً أنها قادرة على تحريك وكلائها في المنطقة لو تم استهدافها». ويضيف «لقد كان واضحاً من البداية أن الميليشيات العراقية المحسوبة على إيران تضع نفسها في قلب المعركة، وهو ما كشفته هجمات صاروخية استهدفت مصالح أمريكية في العراق، ولم تتبنها أي جهة، وإن كانت أطلقت من مناطق تسيطر عليها تلك الميليشيات».
ضرب المعتدين
ودعا الكاتب والإعلامي السعودي سلمان العقيلي، حكومة بغداد إلى السماح لسلاح الجو السعودي بدخول أجواء العراق، إذا ثبت قيام فصائل مسلّحة بضرب الأراضي السعودية انطلاقاً من أراضيه. وقال العقيلي، خلال استضافته في برنامج تلفزيوني عراقي، إن «حكومة المملكة العربية السعودية لم تعلق بأي كلمة بخصوص ما يثار حول استهداف أنابيب نفط داخل الأراضي المملكة من خلال طائرات مسيرة انطلقت من الأراضي العراقية».
وأضاف إن «موقف المملكة هذا، جاء من اجل الحفاظ على العلاقات بين بغداد والرياض، وألا تذهب العلاقات بين البلدين نحو الصدام»، مشيراً إلى أن «الدليل على هذا هو قيام المملكة بإصدار بيان دانت من خلاله ما تعرضت له سفارة مملكة البحرين في العاصمة بغداد، فيما أشادت بحسن تصرف حكومة بغداد إزاء ما حدث».