اتبعت ميليشـيا الحوثـي تدمــير ممنهج للأعيان الثقافيــة والآثــار التاريخيــة اليمنية، إما من خلال المتاجرة بالآثار والمخطوطات وبيعها، أو اســتخدامها كثكنــات عســكرية ومواقــع عسـكرية، وألحقت اليمن بالبلدان التي تباع آثارها في المزادات العلنية بعد أن نهبها العصابات والمهربون.
ولأن الاعتـداء على الآثار والمخطوطات أو الإضـرار بهـا جريمــة وفــق التشــريع الوطنــي ومخالفــة صريحــة للاتفاقيــات الدوليــة، فإن قادة الميليشيا أضافوا إلى جرائمهم بحق اليمنيين جريمة إضافية بارتكاب أعمــال عدائيــة ضــد الآثــار التاريخيـة والأعمـال الفنيـة التـي تشـكل الـتراث الثقـافي للشـعوب.
وإذا كانت الميليشيات أطلقت يد قادتها لنهب وتدمير الآثار والمخطوطات وتهريبها إلى أوروبا، فإنها لم تراع حصانة دور العبـادة التي حولتها إلى مقرات حربية، ودمـرت كليــاً 28 مــن أماكــن دور عبــادة وفجرت 7 مــن المعالــم الأثريــة وأحــرقت مســجداً في مدينــة ذمــار مــن قبـل الميليشـيا لرفـض المصلـين حضـور صـلاة الجمعـة فيــه بعــد أن فرضــت الميليشــيا خطيــباً للمســجد متعصباً للفكر الطائفي ووصل بها الأمر حد تحويل قلعــة الكورنيــش التاريخيــة الواقعــة في مدينة الحديـدة إلى ثكنـة عسـكرية ومعتقـل لمن يعارضونها أو يرفضون الذهاب إلى جبهات القتال.
ومع إطالة أمد القتال استباحت الميليشيا المواقع والمتاحف الأثرية في طول البلاد وعرضها حيث جرى نهب وتدمير متحف عدن عند اجتياحها، كما تعرضت الآثار في محافظات شبوة وأطراف مأرب وفِي اب للنهب والعبث وجرى تهريب كميات كبيرة من القطع الأثرية النادرة إلى الخارج ولَم يكشف أمرها إلا عند وضعها على مزاد لبيع الآثار على شبكة الانترنت.
واستناداً إلى عداء متأصل لدى فكر ميليشـيا الطائفية لثقافة وحضارة اليمن فقد ناصبت العداء لكل ماله علاقة بالثقافة لهذا انتهجت تكميـم الأفـواه وزجــت بالعشــرات مــن الإعلاميــين والناشــطين في الســجون والمعتقــلات الخاصــة وصلــت إلى أن تجعــل بعــض الصحفيــين دروعــاً بشــرية ومنهــم المعتقلون في السـجن في الحديـدة حيث مـا زال الكثـير مـن الصحفيــين والطــلاب والناشــطين والأكاديميــين والسياســيين يرزحــون في معتقلات الميليشـيا حيــث بلغ حــالات الاعتقــال التعســفي والتعذيــب والإخفــاء القسـري 1042 بينهـم 216 حالـة إخفـاء قسـري منهـا 86 حالـة تعرضـت للتعذيـب والمعاملـة القاسـية وعــدد11 قتلــوا تحــت التعذيــب في ســجون الميليشــيا وتــم وضــع 218 مــن الســجناء والمعتقلــين دروعــاً بشــرية.
وســجلت وزارة حقــوق الانســان تعــرض المعتقلــين للتعذيــب النفســي والجســدي في سـجون الحوثـي تمثلـت بالضـرب بالعصــي الخشــبية ومواســير الحديــد وصــب مواد حارقة علـى اجسـادهم والحـرق بالنـار والطعـن بـأدوات حـادة والحرمـان مـن الأكل لفـترات طويلـة جـدا ومنـع الزيـارات ومنـع ادخـال الأدويــة والإهانــة وغيرهــا مــن ضــروب المعاملــة القاســية حيــث مات عدد من المعتقلــين جــراء التعذيــب والبعـض الآخـر أصيـب بالشـلل الكامـل والبعـض الآخـر فقـد حاسـة السـمع والبصـر، وسـجلت الحكومة استحداث الميليشيات 426 سـجناً ومعتقـلاً بينهـا منــازل المواطنــين المعارضــين ومقــرات الأحــزاب والنوادي وعدد من المدارس والجامعات.