لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
خاضت دولة الإمارات، الحرب في اليمن، ضمن «تحالف دعم الشرعية»، وفق استراتيجية اتسمت بالوعي الكامل للمرحلة الآنية، واستشراف المستقبل، فإلى جانب أنها كانت تقاتل ميدانياً ضد مليشيا الحوثي، فإن الدولة لم تغفل بناء الجيش اليمني، ليكون قادراً على إدارة العمليات العسكرية، دونما الحوجة إلى إسناد خارجي، فأسست دولة الإمارات أحياناً بالتدريب المباشر، وأحياناً بالإشراف والتمويل، وحدات قتالية وأمنية يمنية في أوج المعارك مع المليشيا، حتى باتت هذه القوات الآن قادرة على تحمل مسؤولية مواجهة المليشيا، وتأمين المناطق المحررة.
ألوية العمالقة
تأسست ألوية العمالقة من عناصر المقاومة التي تولت مهمة مواجهة مليشيا الحوثي في محافظة عدن، وتولت الإمارات تدريب وتأهيل عناصر المقاومة، الذين كانوا النواة الأساسية لألوية العملية التي لعبت دوراً قتالياً رئيساً في معركة تحرير الساحل الغربي، ابتداء من مضيق باب المندب، ومروراً بميناء المخا ومديريات الوازعية وموزع، ومروراً بمحافظة الحديدة.
ويبلغ قوام ألوية العمالقة أكثر من 15 ألف جندي، تتألف من 4 فرق عسكرية، الأول يقوده القائد رائد الحبهي، واللواء الثاني بقيادة القائد حمدي شكري، واللواء الثالث بقيادة القائد عبد الرحمن اللحجي، واللواء الرابع بقيادة القائد نزار الوجيه. كما يأتي على رأس القادة الحاليين، أبو زرعة المحرمي.
وكانت أبرز إنجازات «ألوية العمالقة» في اليمن، تحرير باب المندب والمخا ومدن الساحل الغربي لتعز، وأجزاء من محافظة الحديدة، حيث نجحت الألوية بإسناد من تحالف دعم الشرعية، في دحر مليشيا الحوثي عن منطقة باب المندب الاستراتيجية، والحيلولة دون تهديد الملاحة الدولية في المضيق.
واستمرت هذه الألوية العمالقة في قيادة الانتصارات في الساحل الغربي في مديرية جنوب محافظة الحديدة حيس والجراحي والخوخة، ووصلت إلى أطراف مديريات زبيد وبيت الفقيه، بعد تحرير مديريتي الدريهمي والتحيتا.
حراس الجمهورية
عقب اغتيال الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، في صنعاء أثناء الانتفاضة ضد مليشيا الحوثي، غادرت مجاميع كبيرة من منتسبي القوات الموالية له إلى عدن، وتولت الإمارات إعادة تشكيل هذه الوحدات، تحت إطار المقاومة الوطنية اليمنية حراس الجمهورية، حتى باتت هذه الوحدات من أقوى وأكثر الوحدات العسكرية تأهيلاً وتسليحاً، ولعبت دوراً بارزاً في القتال ضد المليشيا في الساحل الغربي، وفِي اقتحام مدينة الحديدة.
النخبة
قبل الإعداد لتحرير مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، من سيطرة عناصر تنظيم القاعدة، وضعت دولة الإمارات نصب عينيها، مهمة إعداد قوات أمنية من أبناء المحافظة، للمشاركة في عملية التحرير، ولتأمين المحافظة بعد ذلك. ومع دنو موعد التحرير، واستكمال الاستعدادات لذلك، كان هناك خمسة آلاف من أبناء حضرموت، يشكلون النخبة الأمنية التي تولت، وتحت إشراف ومساندة الخبراء الإماراتيين، مهمة اقتحام مدينة المكلا، وإنهاء إمارة تنظيم القاعدة الإرهابي، ومن بعدها كافة مدن الساحل الحضرمي، وإلى جانب تولي النخبة مهمة تأمين المدن المحررة، تولت النخبة الحضرمية ملاحقة عناصر الإرهاب، واقتحام معاقل ومخابئ التنظيم في المناطق النائية، حتى بات ساحل حضرموت اليوم، نموذجاً للأمن والاستقرار في كافة مناطق اليمن، واستطاعت قوات النخبة ضبط الأوضاع الأمنية ومواجهة العمليات الإرهابية.
وفِي محافظة شبوة المجاورة، وعقب تحريرها من قبضة المليشيا، وما رافق ذلك من انتشار عناصر الإرهاب، وفِي غياب قوات أمنية مؤهلة، تولت الإمارات مهمة تأهيل وتدريب منتسبي قوات النخبة الشبوانية، وخلال أشهر قليلة، كانت هذه القوة الفتية تبسط يد الأمن من سواحل المحافظة على البحر العربي، وضبط التهريب، وحتى توغلت في عمق الصحراء، ولاحقت عناصر الإرهاب في وديان وصحارى ومرتفعات المحافظة، وأضحت اليوم قوة فاعلة في ضبط الأوضاع، ومواجهة الخارجين على القانون.
الحزام الأمني
مع استكمال تحرير محافظات عدن ولحج، ومن ثم أبين، وما رافق اجتياح مليشيا الحوثي للمحافظات الثلاث، وانهيار مؤسسات الدولة، ظهرت الحاجة الملحة لقوات أمنية تتولى تأمين المحافظات الثلاث، ولهذا تشكلت قوات الحزام الأمني، وتحملت خلال فترة وجيزة، مهمة الحفظ على الأمن، ومواجهة عناصر الإرهاب في عدن ولحج وأبين.