أشاد خبراء إغاثة أوروبيون، بتصدّر دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة أكبر الدول المانحة للشعب اليمني للعام 2019، الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» الخاص بتقييم مستوى المساهمة حول تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2019.
وأكّد الخبراء الأوربيون لـ«البيان»، أن دولة الإمارات قدمت بإخلاص ومسؤولية مساعدات متنوعة غطت احتياجات الإغاثة والإعاشة والنزوح والإقامة في سلام بشكل شامل منح قبلة الحياة لأكثر من مليوني يمني، وساهم في تحسين الحياة المعيشية لملايين اليمنيين بدعم القطاعات الخدمية والبنية التحتية ومكافحة الأمراض والأوبئة، وتقديم الغذاء والدواء للهاربين من جحيم ميليشيا الحوثي في العديد من المدن والمحافظات اليمنية.
جهود متنوعة
وقالت آني بلينجر، المراقب الإقليمي بجمعية الصليب الأحمر الفرنسية لـ«البيان»، إنّ هيئة الهلال الأحمر الإماراتية قدّمت جهوداً إنسانية كبيرة لإنقاذ الشعب اليمني منذ سيطرة الحوثيين على مناطق عديدة في البلاد في العام 2015، بتكلفة إجمالية وصلت نحو ستة مليارات دولار خلال أربعة أعوام، وجّه النصيب الأكبر منها لدعم قطاعات حيوية وأعمال إغاثية أنقذت أرواح الملايين، مثل دعم القطاع الصحي ومكافحة الأوبئة الفتاكة مثل الكوليرا، ودعم مخيمات النازحين والجسور البرية المؤدية إليها بين مواقع القتال الخطرة، وهي جهود عظيمة أهم من المال، ومن هنا جاءت إشادة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» الخاص بتقييم مستوى المساهمة حول تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2019، مشيرة إلى أنّ التقييم جاء ليس على أساس حجم الدعم المُقدم بل نوعية الجهود المبذولة لإنقاذ المنكوبين والحفاظ على حياتهم وتوفير حياة كريمة، وتقديم الخدمات الإنسانية الأخرى مثل تعليم الأطفال المتسربين من التعليم وتقديم الدعم النفسي لهم.
وأوضحت بلينجر أنّ هذه الخدمات الإغاثية النوعية تُظهر مدى حرص منظمة الهلال الأحمر الإماراتية على إنقاذ الشعب اليمني، وليس تقديم الإغاثة وتنفيذ برامج أممية للدعاية فقط.
جهد مقدّر
بدورها، لفتت هيرتا هيلرس، مسؤولة قطاع الخدمات بمؤسسة الصليب الأحمر الألمانية، إلى أنّ منظمة الهلال الأحمر الإماراتية قدمت مساعدات للشعب اليمني في إطار الإغاثة العاجلة تحت رعاية الأمم المتحدة، وبشكل متوازٍ قدمت إغاثات نوعية عظيمة بشكل منفرد ضمن برنامج قوات التحالف العربي لإنقاذ اليمن من سيطرة الجماعات الإرهابية، موضحة أنّ كلا البرنامجين قدم مساعدات عظيمة وساهم في إنقاذ أرواح قرابة الخمسة ملايين رجل وامرأة وطفل في كل المحافظات اليمنية، وتوفير الحياة الإنسانية لهم، من تعليم وصحة ومياه صالحة للشرب، وهو البرنامج الأهم والأكبر في برنامج الإغاثة الدولي لليمن.
وأضافت أنّ هيئة الهلال الأحمر الإماراتية مدّت أنابيب المياه النقية لعشرات المدن والمعسكرات التي تمّ نصبها للنازحين والمشردين، فضلاً عن الخزانات الصحية لحفظ المياه مع ضمان تعقيمها وتطهيرها بصفة مستمرة، وهو جهد مهم للغاية مازال مستمراً حتى الآن بتمويل كامل من دولة الإمارات.
وأردفت: «الحال ينطبق كذلك على المصحات والمستوصفات الميدانية التي تعمل تحت ظروف مهنية بالغة الصعوبة، تتحمل دولة الإمارات مسؤولية مدها بالأطباء والأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، وهو جهد محل تقدير وإشادة دولية ليس الآن فقط بل سيحفظه التاريخ لدولة الإمارات ومنظمة الهلال الأحمر الإماراتية».