تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة عبر حزم مبرمجة من المساعدات من إنقاذ القطاع الصحي اليمني الذي كان مهدداً بالانهيار جراء الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي الإيرانية وضمن الدعم المخصص للقطاع الصحي وجرحى الحرب، افتُتحت، يوم أمس، في العاصمة المؤقتة عدن، عيادتان بمستشفى الجمهورية خاصتان باستقبال جرحى الحرب وعلاجهم.

وقال مدير الدائرة الصحية بألوية الدعم والإسناد، د. ناجي فضل، إن الدائرة الصحية، بدعم من الأشقاء في دولة الإمارات، افتتحت عيادات تخصصية لاستقبال الجرحى وعلاجهم في التخصصات (مخ وأعصاب، وعظام، ومسالك بولية، وجراحات عامة) التي ستسهم بشكل كبير في تخفيف معاناة الجرحى المتراكمة منذ سنوات.

وأضاف أن الأيام المقبلة ستشهد فتح عيادات أخرى في عدد من التخصصات، كما سيتم البدء بمشروع العمليات المعقّدة التي تحتاج إلى أجهزة متطورة لعلاج الجرحى داخلياً، والاستغناء عن نقلهم إلى الخارج، مشيراً إلى أنه تم اعتماد الأرشفة الإلكترونية وتطبيق نظام بيانات الجرحى، بحيث يتم تسجيل الجريح، وفرز البيانات الخاصة به منذ وصوله إلى المستشفى إلى حين خروجه، مشيداً بالدعم اللامحدود الذي يقدّمه الهلال الأحمر الإماراتي في دعم القطاعات الصحية وعلاج جرحى الحرب.

وفي السياق عادت معظم المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظات المحررة للعمل مجدداً، بعد أن تعرض الكثير منها للتدمير والإهمال بسبب الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإيرانية، وباتت هذه المستشفيات اليوم، تقدم الرعاية الصحية للمواطنين، وتخفف من معاناتهم، وتحد من تفشي الأمراض الوبائية المختلفة.

دولة الإمارات كان لها الدور الأبرز في إنعاش القطاع الصحي، منذ تحرير العاصمة المؤقتة عدن في يوليو 2015، واستمر وتواصل الدعم حتى اليوم، حيث شمل الدعم تأهيل المستشفيات الكبرى، مثل مستشفى الجمهورية في عدن، الذي يخدم ثلاث محافظات، وإعادة تأهيل المراكز الصحية في مديريات عدن وعددها 8 مراكز.

وفي محافظة الضالع، تم تدشين مستشفى محمد بن زايد الميداني، حيث تم تجهيزه بكل ما يحتاج من أثاث ومستلزمات طبية وسيارات إسعاف، بما يسهم في الارتقاء بالخدمات الصحية بالمحافظة، ورفع معاناة المواطنين.

إسهام

كما أسهمت تدخلات دولة الإمارات الطارئة في الحد من تفشي وانتشار الأمراض، مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، وغيرها من الأمراض، ولك من خلال دعم المستشفيات والقطاعات الصحية، بما تحتاج من علاجات.

ولم يتوقف الأمر في عدن وعند التدخلات الطارئة، بل واصلت دولة الإمارات عبر ذراعها الإنسانية، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مسيرتها في دعم القطاع الصحي، ليطال كافة المحافظات المحررة، حيث تم إعادة تأهيل مستشفى المخا، ومستشفى المظفر في تعز، بالإضافة إلى عدد من المراكز الصحية طوال الساحل الغربي.

محافظة حضرموت كان لها النصيب الأكبر من الدعم خلال العام الجاري، ونفذت فيها عدد من المشاريع الصحية، كان أهمها تزويد مستشفى إعادة الأمل في رماه بالأدوية والمستلزمات الطبية، توقيع اتفاقية لتأهيل وصيانة مستشفى الشحر العام.

وفي محافظة شبوة، قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي دعماً سخياً في المجال الصحي، حيث زودت الهيئة مراكز غسيل الكلى، بشحنة من مادة الديزل لضمان تشغيل مراكز الغسيل الكلوي في عتق وعزان وبيحان، ونفذت الهيئة مؤخراً حملة رش ضبابية لمكافحة حمى الضنك.

توعية

إلى ذلك تم تنفيذ 4 حملات مكافحة وتوعية صحية ورش ضبابي في عدن والساحل الغربي، وتقديم 45 سريراً طبياً كهربائياً لمستشفى الجمهورية بعدن، كما أعيد فتح 25 مرفقاً للرعاية الصحية في مناطق النازحين، استفاد منها 50 ألف شخص.