ولد الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي الذي وافته المنيّة أمس الخميس، إثر تعرّضه إلى وعكة صحيّة حادة، في 26 نوفمبر 1926، بضاحية سيدي بوسعيد، شمالي العاصمة.
وقد تم نقل رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي مساء أول من أمس الأربعاء إلى المستشفى العسكري بالعاصمة، وذلك «بقرار من الأطباء المباشرين له»، وفق ما صرح به نور الدين بن تيشة، المستشار الأول لدى رئيس الجمهوريّة المكلف بالعلاقة مع مجلس نواب الشّعب والأحزاب السياسيّة.
وقد انتُخب الباجي قايد السبسي في 22 ديسمبر 2014 رئيساً للجمهورية التونسية، لمدّة خمس سنوات، بنسبة 55.68 بالمئة من الأصوات المصرّح بها، ليصبح أول رئيس للجمهورية الثانية.
وأسّس في 2012 حزب حركة نداء تونس الذي فاز بالانتخابات التشريعية التي جرت في 26 أكتوبر 2014.
وكان قايد السبسي عُيّن في فبراير 2011 وزيراً أول في الحكومة المؤقتة التي تم تشكيلها عقب ثورة 14 يناير 2011 إلى غاية انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي دارت في أكتوبر 2011.
تخرّج في كلية الحقوق بباريس عام 1950 ليمتهن المحاماة بداية من 1952، قبل أن يتولى عدة مسؤوليات مهمة في الدولة التونسية بين 1963 و1991.
ناضل الرئيس الراحل منذ شبابه صلب الحزب الحر الدستوري الجديد. وبعد الاستقلال عمل مستشاراً للزعيم الراحل، الحبيب بورقيبة، ثم مدير إدارة جهوية في وزارة الداخلية، قبل أن يُعيّن سنة 1963 مديراً عاماً للأمن الوطني.
عُيّن قايد السبسي سنة 1965 وزيراً للداخلية، ثم وزيراً للدفاع الوطني من 1969 إلى 1970، قبل تعيينه في 12 يونيو 1970 سفيراً لتونس بباريس ثم ببون (ألمانيا) بداية من 1987. تم تجميد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري عام 1971 على خلفية تأييده إصلاح النظام السياسي، لينضم سنة 1978 لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين برئاسة أحمد المستيري. وتولّى في تلك الفترة إدارة مجلة «ديمقراطية» المعارضة.
عاد قايد السبسي إلى الحكومة في 3 ديسمبر 1980 وزيراً معتمداً لدى الوزير الأول، محمد مزالي آنذاك، ليُعيّن في 15 أبريل 1981 وزيراً للخارجية، وعرف بدوره الدبلوماسي المهم في قرار إدانة مجلس الأمن للغارة الجوية الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بالضاحية الجنوبية للعاصمة.
انتُخب سنة 1989 عضواً بمجلس النواب، ثم تقلّد منصب رئيس المجلس في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي خلال الفترة الممتدة من 1990 إلى 1991، ليعود إثر ذلك إلى ممارسة مهنة المحاماة، قبل أن يعود للساحة السياسية في 2011 بعد ثورة 14 يناير، بصفته وزيراً أول في الحكومة المؤقتة.
ومن بين المُبادرات التي طرحها الباجي قايد السبسي خلال عُهدته الرئاسية، مشروع قانون المساواة في الميراث، الذي كان يعتبر أنه «سيُشكّل نقطة تحوّل جديدة في تاريخ تونس»، غير أن مجلس نواب الشعب لم ينظر في المشروع.
والباجي قايد السبسي أب لأربعة أبناء.