تفاقم الصراع وسط أجنحة ميليشيا الحوثي الإيرانية إلى مواجهات مسلحة ودفع بالمئات من أبناء القبائل من الانسحاب من القتال في الساحل الغربي على خلفية اتهامات متبادلة بالنصب وعدم الإخلاص والاستيلاء على الأموال المخصصة للمجهود الحربي.

ووفقاً لمصادر قبلية فإن حادثة تصفية ثمانية من كبار مشايخ قبيلة بكيل في محافظة عمران بعد أن تعاونوا مع الميليشيا وقاتلوا في صفوفهم عند اقتحام مدينتي عمران وصنعاء خلفت حالة من القلق في صفوف القبائل المتعاونة مع الميليشيا إذ اصبحوا ينتظرون مصيراً مشابهاً، خاصة وان عملية سحل والتمثيل بجثة الشيخ مجاهد الغولي قابلتها الميليشيا باستهتار ولجأت إلى ذبح عدد من الأبقار كاعتذار لعائلته عن الحادثة.

تنافس دامٍ

مع تنامي الخلافات وتصفية المنافسين واتهام القبائل من خارج صعدة بعدم الوفاء والإخلاص لقادة الميليشيا والتعامل معهم كأتباع غير موثوق بهم يقاتلون من أجل الأموال، أكدت المصادر انسحاب المئات من أبناء القبائل من القتال في جبهة الساحل الغربي أغلبهم ينتمون إلى مديريتي الحيمة الداخلية والخارجية التابعة لمحافظة صنعاء اثر خلاف واتهامات متبادلة بين اثنين من القادة الميدانيين بالاستيلاء على مستحقات المقاتلين، والتي في الغالب يتم جمعها من عائدات الضرائب ومن الإتاوات التي تفرض على الشركات والمحلات التجارية.

الخلافات بين القيادي أبو علي فاضل قائد المحور الشمالي الغربي، وبين المشرف العسكري لمديريتي الحيمتين، أبو يحيى الجريدي، على مستحقات نحو أربعة آلاف مسلح، دفعت بالأخير إلى سحب المئات من أتباعه من جبهات الساحل متهماً قائد المحور بالاستيلاء على مخصصات هذه الجبهة لمدة ثلاثة اشهر واستثمارها في شراء العقارات .

حيث ازدهرت تجارة العقارات في صنعاء بين قادة الميليشيا بصورة ملفتة، قبل أن يتطور الأمر إلى مواجهات مسلحة حيث ارسل قائد المحور حملة مسلحة للقبض على قائد منطقتي الحيمة في مسقط رأسه بني منصور حيث قوبلت الحملة بالقوة ودارت مواجهات بين الطرفين.

هذه التطورات وانسحاب المئات من المقاتلين من جبهة الساحل واكبت الصراعات المتنامية بين أجنحة الميليشيا في الحديدة بتصفية أحد القادة الميدانيين ويدعى الرازحي، واتهام جهاز الأمن الخاص بالميليشيا والمعروف بـ(الأمن الوقائي) بالوقوف وراء الحادثة وكذلك انسحاب ابو فتح الكندحي المسؤول عّن قوات الدفاع الجوي من المحافظة نتيجة الخلافات وصراع الأجنحة بين أجنحة الميليشيا.