أحبطت قوات الشرعية هجوماً حوثياً غرب التحيتا، وكبّدت الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وفيما نفى التحالف العربي استهداف الميليشيا الإيرانية لمطار نجران، شدّدت عمليات تحرير الساحل الغربي، على أن السلام يظل الخيار الأول، وأن الحوثيين سينفّذون اتفاق الحديدة مرغمين.
وتصدّت القوات المشتركة لهجوم واسع شنّته ميليشيا الحوثي على المواقع العسكرية، التي تتمركز فيها القوات غرب مديرية التحيتا، استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وقالت مصادر عسكرية، إن الميليشيا المتمركزة على تخوم مديرية التحيتا هاجمت المواقع، وأطلقت قذائف المدفعية الثقيلة، إلا أن القوات المشتركة تصدت للهجوم، وكبدت الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. على صعيد متصل، أطلقت الميليشيا قذائف آر. بي. جي من مناطق تمركزها، على مواقع القوات المشتركة جنوب التحيتا، إذ سقطت المقذوفات بالقرب من المواقع دون وقوع خسائر.
ووفق مصادر مطلعة، فقد أطلقت الميليشيا الأعيرة النارية من مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة، نحو مواقع متفرقة للقوات المشتركة شرق التحيتا، بعد ساعات على قصف مواقع القوات المشتركة في المدينة ذاتها، عشية دفعها بتعزيزات كبيرة إلى تخوم المدينة الواقعة جنوبي الحديدة.
إحباط محاولة
في الأثناء، أكد الناطق باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أنّ التحالف العربي أحبط محاولة حوثية لاستهداف مدينة نجران السعودية. وقال المالكي، إن قوات التحالف أسقطت طائرة مسيرة لميليشيا الحوثي حاولت استهداف نجران. وأضاف: «التحالف العربي يتعامل بحزم مع المواقع التي تنطلق منها الطائرات المسيرة التابعة لميليشيا الحوثي».
وأكد الناطق باسم تحالف دعم الشرعية، أنه لا صحة لما نشرته ميليشيا الحوثي عن استهداف مطار نجران، وأنها محاولات زائفة للحوثي لرفع الروح المعنوية لمقاتليها، بينما في الحقيقة، لا توجد أي انتصارات للميليشيا الحوثية. واستنكر المالكي، العمليات الحوثية الممنهجة لاستهداف المطارات المدنية، مؤكّداً أنّ التحالف يسعى للقضاء على الإرهاب الذي تمارسه الميليشيا، والتي تمارس عمليات القتل خارج إطار القانون.
بقاء قوات
بدوره، أكد الناطق باسم عمليات تحرير الساحل الغربي، وضاح الدبيش، أنّ خيار القوات المشتركة الأول كان وسيبقى هو السلام، وستظل الأيدي ممدودة للسلام، مشيراً إلى أنه ومتى ما صدقت نوايا الميليشيا بإنهاء الانقلاب والانخراط في العملية السياسة وفقاً للمرجعيات الثلاث، فستكون الحكومة اليمنية، ومن خلفها كل القوى السياسية ضامنة وشريكة في السلام في يمن يسع للجميع.
وتعهّد الدبيش ببقاء القوات المشتركة على تخوم وعتبات ميناء الحديدة الذي لا يبعد عنها سوى ثلاثة كيلو مترات، ولن تنطلي عليها أكاذيب وخداع ميليشيا الحوثي، مشيراً إلى أن القوات المشتركة تواقة لاستكمال تحرير ما تبقى من مدينة الحديدة، وتطهيرها من عملاء إيران. وشدّد الدبيش على أنه وبمجرد إعلان فشل تنفيذ الاتفاق استوكهولم، ستكون القوات على رصيف ميناء الحديدة وموانئها الاستراتيجية.
بين خيارين
وأوضح الناطق باسم عمليات الساحل الغربي، أن أمام ميليشيا الحوثي آخر فرصة إما التنفيذ وفق مفهوم العمليات بالمرحلة الأولى، والانسحاب بسلام، وإما التنفيذ بالقوة، مشيراً إلى أن الخيارين باتا متاحين، ولا مفر للحوثيين إما سلاماً وإما إجبارياً، ولفت إلى أن الميليشيا تتخذ الاتفاق تكتيكاً في محاولة لشراء الوقت عبر أسلوب المراوغة.
وقال الدبيش، إن ضغوطاً كبيرة للغاية مورست على إيران، ما جعل الميليشيا تنفذ بنود اتفاق المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار، مضيفاً: «منذ سريان الهدنة، نفذت الميليشيا أكثر من 7600 خرقاً منها أكثر من 2800 هجوم واسع النطاق في محاور عدة، وباءت كلها بالفشل، وتكبدت خلالها الميليشيا مئات القتلى بينهم قيادات في الصف الأول». وأشار الدبيش إلى أن الميليشيا لا تهتم بالمعاناة الإنسانية، بل تستخدم الوقت في الحشد والتسليح.