تقف الطالبة هديل على مفترق طرق، حائرة وقلقة من مستقبلها الذي بالكاد تستطيع رسم معالمه. رغم الطموح والآمال بأن تدرس تخصص الطب الذي طالما حلمت به منذ الطفولة، إلا أنها على يقين أن الواقع يضع أمامها العديد من العراقيل.

 هديل أبو خشيت (18 عاماً) حصلت قبل بضعة أيام على نتيجة مرحلة «التوجيهي» بمعدل 99.2 لتحقق الدرجة الأولى على مستوى اللاجئين السوريين في الأردن والمستوى الثالث في محافظة الكرك، ولكنها إلى هذه اللحظة لا ترى أي بصيص أمل ينقذها من الخيبة التي ألمت بها وبعائلتها.

تقول: «كنت أدرك في البداية أنني سأصل إلى هذه اللحظة، ومع ذلك عزيمتي وإرادتي في الوصول إلى طموحي دفعاني إلى الدراسة وبذل كل هذا الجهد للوصول إلى التفوق».

وتضيف «تكاليف التعليم باهظة جداً ولا تستطيع عائلتي توفيرها، فأبي يعمل مساعداً لحداد وبالكاد يستطيع توفير أساسيات العائلة، فكيف له أن يوفر 350 دولاراً لكل ساعة معتمدة للدراسة؟»، مشيرة إلى أنه يتم التعامل مع اللاجئين في التعليم الجامعي كما هو الطالب الأجنبي. وتؤكد: «من غير المنطقي أن أعود إلى سوريا للدراسة ضمن ظروف مخيفة جداً، فميزة التعليم هنالك بأنه مجاني ولكن كيف أعود وتكون حياتي مهدّدة».

تراجع الدعم
في السابق كان الطلبة السوريون يعتمدون عند الوصول إلى المرحلة الجامعية على المنظمات الدولية والجهات المانحة الأوروبية وغيرها، ولكن هذه الجهات قلّلت دعمها وهذا أثّر على خيارات الطلبة. تقول: «المنظمات والجمعيات التي كانت تدعم الطلبة خفضت مستوى دعمها، وإن وفّرت المنح فهي تحددها لتخصصات معينة. وبشكل عام لا يوجد دعم لتخصص الطب لارتفاع تكاليفه، وطول مدة دراسته، وبالتالي أشعر أن الخيارات المتاحة لي لا تتناسب مع طموحي».

تتساءل هديل «ما ذنب الطالب اللاجئ بأن يكون تعليمه الجامعي بمثل هذه التكاليف؟»، وتضيف إن «التعليم حق للاجئ ومن الواجب أن يحصل عليه بسهولة، ففي النهاية هذه الأجيال هي من ستبني الدول المتواجدة بها».

تقول: حلمي في دراسة الطب هو حلم أبي وأمي وكل عائلتي، وهي قارب النجاة لمستقبلنا ومن خلالها أستطيع أن أكون سنداً لإخوتي الصغار فيجدون من يدعمهم بسهولة. فأنا الابنة الكبيرة وأبي وحيد ولا يوجد أخوة له ومعظم العائلة متفرقة بين مخيم الزعتري وسوريا، وإخوتي مازالوا صغاراً وفي سن الدراسة ويحتاجون لسنوات عديدة للمشاركة في هذه المسؤوليات.