أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن اللقاء الذي جمع قيادات من ميليشيا الحوثي بالمرشد الإيراني علي خامنئي في طهران، دليل يثبت «أن الحوثيين يعملون كوكلاء لإيران».
ونشر معاليه تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على تويتر، قال فيها إنه «لطالما بحثت العلاقات بين الحوثيين وإيران على تسمية مناسبة، وهو ما أصبح أكثر وضوحاً بعد لقاء قيادتهم مع آية الله خامنئي، بياناتهم أظهرت بوضوح ولاء الحوثيين كوكلاء، وهذا هو الاسم الصحيح لعلاقاتهم».
وفي تغريدة أخرى، أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، التزام دولة الإمارات بالمسار الثابت للسياسة الخارجية الإماراتية. وانتقد معاليه التقارير والتحليلات والاستنتاجات المبالغ فيها والتي تجانب الصواب. وشدد معاليه على التزام دولة الإمارات مع الأصدقاء والحلفاء بالأهداف المشتركة المتمثلة في السلام والاستقرار في المنطقة.
ويرى مراقبون أن الزيارة التي أتت بعد سنوات من النفي وإنكار العمالة لطهران تعد دليلاً إضافياً على عمالة الميليشيا الحوثية لطهران بعد أن خرج أعلى موقع في الدولة الإيرانية ليؤكد التزامه باستمرار الدعم لميليشيا الحوثي وليثبت علاقة التابع بالمتبوع في صورة لا تترك مجالاً للشك.
مشيرين إلى أنه لم تكن الكلمات التي نطقها كبير مفاوضي ميليشيا الحوثي محمد عبدالسلام كافية لتأكيد التبعية والعمالة فقط بل تؤكد الالتزام والطاعة استناداً إلى مشروع طائفي يغلف مشروع الهيمنة على المنطقة، بل إن الاستقبال الكبير الذي حظي به وفد الميليشيا والاستقبال العلني ابتداء بوزير الخارجية جواد ظريف ومن ثم خامنئي يؤكد بجلاء أن هذه الميليشيا صناعة إيرانية بامتياز وبهدف تنفيذ مشروع تمزقة المنطقة وضرب أمنها واستقرارها وابتزاز شعوبها.
لافتين في هذا الصدد إلى أن طهران أكبر المستفيدين من الحرب التي فجرتها الميليشيا في اليمن وحولتها إلى خنجر في خاصرة الجزيرة العربية وطبقاً لذات المراقبين الذين تحدثوا لـ«البيان» فإن احتفاء الميليشيا باستقبال خامنئي وما صدر عنه من أقوال يُبين المدى الذي وصلت إليه حالة العمالة لهذه الميليشيا التي تمجد شعار الثورة الإيرانية وتتخذه رمزاً لها، بدلاً عن الجمهورية وعلمها ونشيدها الوطني في تجسيد لحالة الارتهان وانقطاع الصلة باليمن واليمنيين.
زعزعة الاستقرار
ومع أن زيارة قادة الميليشيا إلى طهران ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إذ سبق لكل قادة الميليشيا أن زاروها سراً وتدربوا فيها والكثير من عناصر الميليشيا تدربوا على القتال والعمل الأمني والسياسي هناك لكنها المرة الأولى التي يتفضل عليهم بلقاء الرجل الأول في الحكم داخل إيران وفي هذه الظروف التي يعيش النظام الإيراني حالة من العزلة والحصار الدولي، وهي تسعى لتحريك أدواتها في المنطقة لزعزعة الاستقرار أملاً في تخفيف العقوبات والعزلة الدولية عنها.