منذ سبعينيات القرن الماضي حضرت دولة الإمارات كطرف فاعل وأساسي بدعم التنمية في اليمن، واستمرت في أداء هذا الدور طوال عقود ولا تزال، حيث يرتبط البلدان بعلاقة خاصة ونموذجية عكستها المشاريع التي موّلتها دولة الإمارات في مختلف مناطق البلاد وحضورها الدائم إلى جوار اليمن.

وإثر تضرّر اليمن من الفيضانات التي جرفت الأراضي الزراعية والممتلكات في محافظة مأرب عام 1982، سارعت دولة الإمارات لتخصيص 3 ملايين دولار للمنكوبين من الفيضانات، وتكفل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ببناء سد مأرب الجديد على مقربة من السد التاريخي.

وقدّمت دولة الإمارات في 1984، أموالاً إضافية لمواصلة العمل في بناء السد، ووضع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد حجر الأساس للمشروع في أكتوبر من نفس العام، قبل أن يعود بعد عامين لافتتاحه. ولم يتوقف دعم الشيخ زايد -طيّب الله ثراه- لهذا المشروع، ليتم في نوفمبر 2002 التوقيع على اتفاقية تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع السد بكلفة 23 مليوناً و910 آلاف دولار على نفقته.

إنهاء عزلة

واستمراراً لنهج دولة الإمارات بدعم التنمية في اليمن، تكفلت بإنشاء طريق صنعاء - مأرب والذي كان إلى ما قبل الثمانينيات، يشكل أهم العوائق الطبيعية التي تفرض العزلة بين العاصمة وسد مأرب القديم ومناطق الآثار والنقوش التاريخية في محافظتي مأرب والجوف.

وبلغت تكلفة المشروع 240 مليون درهم، ونُفذ تحت إشراف ديوان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ولا يزال الطريق يشكل شريان حياة بين العاصمة ومختلف مناطق ومدن شرق البلاد.

مشروعات مياه

ومنذ عام 1974، كانت بصمات دولة الإمارات حاضرة في اليمن، إذ موّلت مشروع مياه صنعاء بكلفة بـ 26 مليون درهم. وهدف المشروع لتوفير المياه الصالحة للشرب لسكان المدينة، وانطبق الأمر نفسه على توفير المياه الصالحة للشرب لسكان تعز في يوليو 1978 بتكلفة 256 مليون درهم، وقد اكتمل المشروع في عام 1981.

وموّل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، محطة كهرباء في مديرية المنصورة بمحافظة عدن بطاقة 60 ميغاواط. وامتدت أيادي الخير البيضاء لقطاع الإذاعة والتلفزيون، إذ قرّر الشيخ زايد طيّب الله ثراه في عام 1972، مساعدة اليمن بإنشاء إذاعة صنعاء، لتقدّم دول الإمارات دعماً إضافياً في عام 1974 قدره 1.71 مليون دولار لتكملة مشروع الإذاعة والتلفزيون.

ميناءي عدن والمهرة

في عام 1985، أسهم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، في توسيع ميناء عدن بمبلغ 37 مليون درهم، بهدف التغلب على الاختناقات في الميناء بسبب زيادة حركة السفن، والتي كانت تؤدي لتأخير عملية التفريغ والشحن وبطء حركة نقل البضائع عبر الميناء. واكتمل المشروع في 1987- 1988.

وكان لمحافظة المهرة نصيبها من مشروعات التنمية التي أمر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، بتمويل إقامة ميناء نشطون كميناء البضائع والاصطياد وبتكلفة 178 مليون درهم في سبتمبر 1980، وتم الانتهاء من المشروع في 1984.

وقدّمت دولة الإمارات في عام 1980، منحة بمبلغ 67 مليون درهم لبناء وحدات سكنية في محافظة عدن، بهدف تحسين الأوضاع المعيشية للسكان عن طريق توفير السكن الصحي المناسب، إلى جانب الخدمات الضرورية من مياه وكهرباء والطرق والمجاري.

واكتمل المشروع في عام 1985. وفي عام 1984 رصدت دولة الإمارات 40 مليون درهم لبناء وحدات سكنية ومرافق جديدة بالمناطق التي تأثرت بالزلزال في ذمار.

أكبر صرح

وفي عام 2012، افتتح في العاصمة اليمنية مستشفى الشيخ زايد الذي يعد أكبر صرح طبي متخصص في مجال الأمومة والطفولة في البلاد. وشيّد المستشفى على نفقة مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، بتكلفة 10 ملايين دولار.

ويتكون من عدد من الأقسام المتخصصة في تقديم الفحوص الطبية للأمهات والأطفال إلى جانب قسم للحضانة بسعة 20 سريراً للولادة، وتبلغ القدرة الاستيعابية للمستشفى 172 سريراً، إلى جانب تجهيزه بخمس غرف للعمليات وطاقم متكامل من الأطباء والطبيبات والممرضات يبلغ قوامه 52 طبيباً وطبيبة وممرضة.

1.700.000

في عام 2012، افتتح في جزيرة سقطرى، أكبر مستشفى في الجزيرة وهو مستشفى الشيخ خليفة بن زايد، والذي استمر العمل به ثلاث سنوات، حيث شُيّد المستشفى على مساحة 1470 متراً مربعاً وبلغت كلفته مليوناً و700 ألف دولار، ويقدم الخدمات الطبية والعلاجية لكل سكان مديريات الجزيرة.

ويضم المستشفى غرفاً للعمليات الكبرى والصغرى والعناية المركزة وأقساماً للنساء والولادة والأطفال الخدج والطوارئ، وكافة متطلبات العمليات والتمريض. كما تتولى مؤسسة خليفة دعم توفير كادر طبي متخصص وسيارات إسعاف وكل مستلزمات المستشفى.