مثل الرئيس السوداني المعزول عمر البشير للمرة الثالثة أمام المحكمة، التي وجهت له رسمياً تهمة الثراء غير المشروع وحيازة أموال بالنقد الأجنبي دون سند قانوني، في وقت تستمر المشاورات بين رئيس الحكومة الانتقالية د. عبد الله حمدوك وقوى الحرية والتغيير من أجل تشكيل الحكومة التي تواجه ولادتها عثرات كبيرة، غير أن قيادات بالتحالف الذي أطاح في أبريل الماضي البشير من سدة الحكم قالت لـ«البيان»: إن مشاورات فنية وراء تأخر إعلان الحكومة.
وفي الأثناء تواصلت في الخرطوم محاكمة الرئيس المعزول عمر البشير، الذي وجهت له المحكمة أمس رسمياً اتهام الثراء غير المشروع وحيازة أموال بالنقد الأجنبي عن طريق غير مشروع، وقال قاضي المحكمة الصادق عبد الرحمن للبشير: «أتهمك بأنه ضبط في 16 أبريل 2019 في داخل منزلك مبالغ 6.9 ملايين يورو و351 ألفاً و770 دولاراً و5.7 ملايين جنيه سوداني حزت عليها من مصدر غير مشروع وتصرفت فيها بطريقة غير مشروعة، وقمت باستلامها بطريقة غير مشروعة».
من جهتها، اعتبرت هيئة الدفاع عن البشير أنه «غير مذنب». وقال محامي البشير: إن شهود الدفاع سيحضرون جلسة المحاكمة المقبلة. وأقر البشير، خلال المحاكمة، بأنه استلم مبالغ مالية من مسؤولين أجانب، إلا أنه أكد أنه لم يتصرف بها بشكل شخصي أو خاص.
وقال البشير للمحكمة «هذا المال لم نستخدمه لمصلحة خاصة، وإنما تبرعات لجهات وأفراد ودعم لشركات تستورد القمح». وذكر على سبيل المثال «قناة طيبة الفضائية التي لديها دور في الدعوة للإسلام بإفريقيا، تسلمت 5 ملايين دولار، وجامعة إفريقيا العالمية 4 ملايين دولار، ومستشفى السلاح الطبي تسلمت مليونين و250 ألف دولار إضافة لتبرعات لأفراد».
ورفض القاضي طلب الإفراج عن البشير بضمانة مالية. وقال إنه سيتخذ قراره بشأن مدة احتجازه خلال الجلسة المقبلة في السابع من سبتمبر.
إلى ذلك كشفت قوى الحرية والتغيير أن أسباباً فنية وراء إرجاء إعلان التشكيل الوزاري الجديد، وأعلنت عن مشاورات مكثفة تُجرى بينها ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بشأن قوائم الترشيحات لشغل المناصب الوزارية، وأكدت في الوقت نفسه عن حسم اختيار بعض المرشحين المقدمين من جانبها لعدد من الوزارات.
وقال القيادي بقوى الحرية والتغيير نور الدين بابكر لـ«البيان»: إن سبب الرئيس وراء التأجيل يعود إلى بعض الإجراءات الفنية المتعلقة بالمرشحين للوزارات.
تأجيل إعلان
وأكد بابكر أن التشكيل تم تأجيل إعلانه لـ48 ساعة أخرى، حتى يكتمل التشاور مع الأطراف المعنية، وتوقع أن يتم الوصول إلى الأسماء النهائية لشغل المناصب الوزارية قبل انقضاء الموعد المحدد، وأضاف «هناك بعض الترشيحات تم اعتمادها من قبل رئيس مجلس الوزراء ولكن لم يتم الإفصاح عنها، وتم اختيار أسماء بعينها وأرجأ اختيار بعض الأسماء إلى المزيد من المشاورات مع اللجان الفنية والدفع بكفاءات،كثر في هذه الوزارات».
وقال إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك طلب تحويل المجالس إلى وزارات لأهميتها، وأكد أن جميع تلك الملاحظات الفنية يتم دراستها الآن بين اللجنة الفنية لقوى الحرية والتغيير ورئيس الوزراء مباشرة، وأكد أن اللجنة ستقدر رؤية رئيس الوزراء في ذلك، وتوقع أن تصل الأطراف إلى توافق يجعل من الحكومة الانتقالية رشيقة، تستطيع أن تؤدي مهامها بكفاءة عالية.
زيارة
كشفت مصادر سودانية أن عضوي مجلس السيادة عائشة موسى سعيد ورجاء نيكولا عيسى عبد المسيح، تفقدتا أمس سجن كوبر ذائع الصيت، وأضافت المصادر: «وصل وفد المجلس السيادي إلى سجن كوبر المركزي بالخرطوم لتفقد أوضاع المعتقلين من النظام البائد».