استغل تنظيم الحمدين اجتماع لجان الاستخبارات بدول الخليج في الرياض، للإيحاء بأن دول المقاطعة بدت راغبة في عودة العلاقات، ودفعت أبواقها المأجورة ووسائل الإعلام الممولة للتبشير باقتراب نهاية الأزمة الخليجية، واندفع الذباب الإلكتروني إلى منصاته الموبوءة للترويج لذلك.

ولم يتأخر «البيان السعودي» في الرد على محاولات قطر التشويش على موقف الدول الأربع، وجاء ليؤكد أن المقاطعة لقطر مستمرة حتى الرضوخ للشروط الـ13 والالتزام بالاتفاقيات التي وقعها تنظيم الحمدين.

ويعكس السلوك القطري، ضحالة في التفكير السياسي وصبيانية التعامل مع الأزمات، إذ باتت سياسة قطر تعتمد على مرتزقة وأفكار الإعلام المأجور، ظناً أن هذه الأبواق تصنع سياسة وقادرة على إخراج قطر من عزلتها.

ويكشف التعامل القطري في الترويج لعودة علاقات قطر والدول الأربع أن الدوحة تستميت لعودة علاقاتها مع دول الجوار، إلا أن البيان السعودي قطع الشك باليقين، مؤكداً أن هناك مواقف أربع دول تشكل الدعامة الأساسية في التعامل مع تنظيم الحمدين الخارج عن الإجماع الخليجي.

وصمتت أبواق قطر ووسائل الإعلام المأجورة، فور صدور «البيان السعودي»، لتجد قطر نفسها في محطة يوم المقاطعة الأول نفسه أمام مطالب ثابتة لم يغيرها عامان ويزيد.

عزلة «حمدين»

ويرى مراقبون أن قطر في حالة يرثى لها إقليمياً ودولياً، إذ تعاني العزلة، فيما ذهبت كل محاولاتها للعب دور في الأزمة الأفغانية بعد نسف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاوضات، التي أنفقت عليها ملايين الدولارات، فيما يزداد الطوق التركي العسكري على الأراضي القطرية، بينما تعيش إيران «شريفة» حالة من الضغط بسبب سياستها الرعناء والفوضوية.

وأمام هذا المشهد يبدو أنّ رهان الدوحة خاسر في كل الأحوال إقليمياً ودولياً، ما جعل تنظيم الحمدين وأبواقه يروجون لعودة العلاقات من أجل حقن قيادتها الضعيفة بالمعنويات أمام شعبها.

ولعل ما يكشف تهاوي النظام القطري اقتصادياً ما تشهده الأسهم القطرية من هبوط حاد، وتكبّد كل الشركات القطرية خسائر فادحة، إلا أن تنظيم الحمدين ما زال يكابر وينكر أن الحل في الاستجابة لمطالب الدول الأربع.

الحل في الرياض

بدوره، اعتبر الكاتب د. محمد الحربي، أن البيان السعودي حول الأزمة القطرية، يؤكد المؤكد منذ البداية، ويعكس صمود الدول الأربع على مواقفها الثابتة، فيما يبين أنّ الحل مجدداً في الرياض ضمن المحددات التي وضعتها دول المقاطعة.

مراوغة

يشير الكاتب إبراهيم ناظر، إلى أنّ كل عمليات الفبركة والتحايل والمراوغة لن تفيد قطر في شيء، لافتاً إلى أنّ تنظيم الحمدين اخترق كل الأعراف الدولية والسياسية وحقوق الجوار من خلال حملات التشويه، مشيراً إلى أنّ الوقت ليس في صالح النظام القطري، فيما الحل واضح.