امتلأت محلات وشوارع غزة بعناقيد البلح بأنواعها المختلفة، بعد أن تم الإعلان عن البدء بقطف ثماره الجميلة، موسم يشكل فرصة للعمل ولو مؤقتة لعدد من العاطلين عن العمل، لاسيما مع وفرة إنتاج المحصول. وتنتشر غالبية مزارع النخيل في المحافظة الوسطى من قطاع غزة، ويشتهر أهلها بزراعة أشجار النخيل وقد سُميت منطقة «دير البلح» بسبب كثافة مزارع النخيل فيها.

المزارع محمد بركة يمارس مهنته من الموسم إلى الموسم بأدواته البسيطة، حيث يقوم بتسلق أشجار النخيل العالية، سعياً لكسب الرزق ضمن موسم سنوي مميز له وللمزارعين.

ويعمل محمد في جني ثمار البلح، التي توفر له وللكثير من العاطلين عن العمل فرصة عمل ولو مؤقتة لتحقيق دخل مالي جيد.

من جهته يقول معتز أبو غراب بأن هذا الموسم يوفر فرصة عمل له سنوياً لكسب قوت أطفاله في ظل عدم وجود فرص عمل دائمة يعتاش منها. مؤكداً أن موسم جني البلح يستمر لشهر واحد من كل عام، لكنه يوفر دخلاً جيداً، في ظل هذا الوضع الاقتصادي المتردي في غزة.

ويلفت أبو غراب لـ«البيان» أن عائلته تعتمد اعتمادًا كليًا على عملي في هذا الشهر كمصدر رزق لهم يقيهم شبح الفقر والأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة، ويؤكد أن الكثير من الغزيين يعتمدون في أرزاقهم على جني ثمار النخيل في كل عام، بالصعود وتسلق النخل المنتشر في أنحاء القطاع، والعناية به وتلقيحه، وصولًا إلى نضج الثمار وقطفها ليتقاضوا لقاءه مالًا حسب الاتفاق المبرم مع أصحاب النخيل.

البلح

المزارع محمد المجايدة استبشر خيراً في هذا الموسم ويقول إنه بدأ بجني ثمار البلح قبل عدة أيام بمساعدة أشقائه وسيستمر في جني المحصول حتى منتصف شهر أكتوبر، مؤكداً أن ثمار البلح هذا الموسم وفيرة جداً وذات جودة عالية وتلبي حاجة السوق المحلية وزيادة.

ويبين المجايدة لـ«البيان» أن النخلة الواحدة هذا الموسم طرحت أكثر من 100 كجم، لافتًا إلى أن أشهر نوع في غزة هو البلح «الحياني» الذي ينتشر بكثافة في قطاع غزة، حيث يباع جافًا قبل أنّ يصبح رُطباً.

هذا وينتظر المجايدة بقلق السماح له بتصدير محصوله إلى الخارج والحصول على أفضل نسبة من الربح، مشيرًا إلى أنه سيقوم بتخزين عناقيد البلح في الثلاجات إلى أن يتم فتح أبواب التصدير إلى الخارج وخصوصاً إلى الضفة الغربية والدول الأوروبية.

إنعاش

ويُسهم هذا الموسم في تدوير وإنعاش عجلة الاقتصاد الفلســـطيني في غزة، بيدّ أنّ أزمة المعابر وإغـــلاقها واستمرار انقطاع التيار الكهربائي تربك حسابات المزارعين والتجار في تحصيل أرباحهم من موسم البلح، خاصة في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 13 عاماً.

وتملك غزة أكثر من (250) ألف نخلة، منها (150) ألف نخلة منتجة يبلغ متوسط إنتاج كل شجرة (100-300) كجم، وتنتشر تحديدًا في جنوب قطاع غزة.

12000

بدأ مزارعو النخيل في قطاع غزة، بجني ثمار أشجارهم، التي أنتجت محصولاً وفيراً هذا العام، يقدر بنحو 12 ألف طن.

وافتتحت وزارة الزراعة الموسم، في أحد مزارع مدينة دير البلح، وسط القطاع، بمشاركة العشرات من المزارعين وممثلين عن بلديات محافظات غزة وجمعيات زراعية.

وقال وكيل وزارة الزراعة، إبراهيم القدرة، أن السلطات الإسرائيلية ما زالت تمنع تصدير ثمار البلح إلى الضفة الغربية والأسواق الخارجية، الأمر الذي يتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين في القطاع، بسبب انخفاض أسعار البلح بالسوق المحلي.

ويبلغ سعر الكيلو غرام من ثمار البلح المنتج محلياً في أسواق غزة 1 شيكل فقط (الدولار يعادل 3.5 شيكل)، بحسب مزارعين فلسطينيين.