يؤكد محللون أن صيغة التوافقية التي تبناها اتفاق الرياض، تعكس شمولية الرؤية والرأي الثاقب في المعالجة لهذه الأزمة، والحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله، وتكامل ترابه الوطني، هي أهدافٌ تحظى بتأييد ودعم كافة الأطراف الحريصة على مستقبل اليمن وشعبه.

وإذا كانت المليشيا تراهن على الخلافات في صفوف القوى اليمنية المناهضة للانقلاب والمشروع الإيراني في البلاد، فإن النجاح الكبير لاتفاق الرياض بين الأطراف اليمنية، أصاب المليشيا بحالة من الهستيريا، وبدأت تدرك أن ما بعد الاتفاق ليس كقبله، وأنها على أعتاب مرحلة تحولات غير مسبوقة، ستجعل خياراتها محدودة.

وتعبيراً عن حالة الإحباط التي أصابت قادة المليشيا، فقد أطلقت أربعة صواريخ بالستية على مدينة المخا، ودفعة من الطائرات المسيرة المفخخة، ودفعت بالآلاف من مسلحيها لمهاجمة مواقع القوات المشتركة في جنوب الحديدة، لكنها فشلت في تحقيق غايتها.

وإذا كان اتفاق الرياض سيوحد كل القوات في مواجهة مليشيا الحوثي ميدانياً، فإنه أيضاً سيحدث دفعة قوية للأداء السياسي والاقتصادي والخدماتي للحكومة، وسيغلق أبواب الخلافات، ويوحد القرار اليمني في معركة المصير الواحد، وسيدفع نحو تمكين الجبهات من المواجهة مع المليشيا، وإرغامها على القبول بخيار السلام القائم على المرجعيات الثلاث، بعد أن ظلت تراوغ في ذلك طيلة أربعة أعوام.

الحوار

وما تضمنته نصوص اتفاق الرياض من معايير لاختيار الوزراء ومكافحة الفساد وتحسين الإيرادات، سيشكل رافعة أساسية في المواجهة مع مليشيا الحوثي في محيط صنعاء وأطراف الضالع وتعز، وفي جبهات محافظة صعدة وحجة، وهي المواجهات التي بمقدورها إرغام المليشيا على العودة لطاولة الحوار والجنوح للسلام، بعد أن تأكدت استحالة قبول اليمنيين بالتجربة الإيرانية للحكم.

ووسط تأييد شعبي وسياسي مطلق، ودعم ومساندة إقليمية ودولية لاتفاق الرياض، فإن اليمنيين يتطلعون بآمال عريضة للمرحلة القادمة، لا من جهة تحسين أداء الحكومة والخدمات للمواطنين في كافة المجالات، ولكن لأن وحدة الصف في كل الجوانب، سيشكل عامل نجاح لخيار السلام، وسوف يسهم في خنق المليشيا سياسياً واجتماعياً وعسكرياً، ويفرض السلام بإرادة شعبية، ومساندة عربية ودولية.