منذ انقلابها على الشرعية اليمنية في 2014، أطلقت ميليشيا الحوثي الإيرانية مئات الصواريخ والمقذوفات باتجاه المدن اليمنية المحررة والتجمعات السكانية من دون اكتراث بحياة المدنيين، حيث تفيد إحصاءات لنشطاء محليين أن الميليشيا، ومع بداية سيطرتها على العاصمة صنعاء، وبدء استخدامها للصواريخ البالستية والمقذوفات، التي نهبتها من مخازن الجيش أو وصلتها من إيران، وجهت ما نسبته 80 في المئة من هذه الصواريخ لضرب مواقع ومدن داخل الأراضي اليمنية، و20 في المئة نحو التجمعات السكانية داخل أراضي المملكة العربية السعودية.

وتعد مدينة المخا الساحلية التابعة لمحافظة تعز، واحدة من أكثر المدن اليمنية عرضة لصواريخ جماعة الحوثي منذ تحريرها مطلع العام 2017، إذ لا يكاد يمضي شهر حتى تعاود الميليشيا استهدافها للمدينة ومينائها الحيوي. ورغم فشلها المستمر في إصابة المدينة وإلحاق الضرر بسكانها المسالمين، الذين يحتمون بمنظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف، إلا أنها لا تمل المحاولة، وإعادة تكرار أعمالها الإرهابية كل مرة.

منظومة باتريوت

وتمثل منظومة الباتريوت التابعة لتحالف دعم الشرعية حائط صد منيع، وقلعة حصينة ضد الصواريخ والمقذوفات المعادية، التي يطلقها الحوثيون من حين لآخر صوب الأحياء المدنية في المخا، حيث تتصدى لها المنظومة الجوية وتفجرها قبل وصولها إلى أهدافها، وما أكثر المرات التي صحا فيها السكان منتصف الليل على دوي انفجارات تهز سماء مدينتهم الصغيرة، ثم عادوا للنوم بأمان لعلمهم أن ثمة ذراع قوية تحميهم، وتدفع عنهم حقد الميليشيا، وسرعان ما تعود الحياة إلى طبيعتها في اليوم التالي، ويواصل سكان المدينة مزاولة مهنهم وأعمالهم من دون اكتراث لما تبيته لهم جماعة الحوثي الإرهابية.

وفي تصريحات لـ«البيان»، ذكر مدير عام مديرية المخا سلطان حمود أن «الاستهداف الأخير للمدينة كان الأكبر حجماً منذ تحريرها، وهو ما يوضح حالة الهستيريا والإجرام الذي وصلت إليه الميليشيا، ورغبتها الدموية في إزهاق حياة آلاف المواطنين اليمنيين الأبرياء بإطلاق أربعة صواريخ بالستية وطائرة مسيرة دفعة واحدة على مدينة صغيرة مثل المخا».

وأضاف: نحن في المخا ندين بالشكر والعرفان لأشقائنا في التحالف العربي الذين لولاهم لكانت مدينتنا الآن ركاماً بفعل الصواريخ الإيرانية، التي تستهدفنا بها الميليشيا، لكن بفضل الدفاعات الجوية لم تتعرض المخا لأذى منذ تحريرها.

وفي آخر جريمة إرهابية، والتي كانت قبل أيام استخدم الحوثيون طائرة مسيرة ترافقت مع إطلاقهم للصواريخ، واستهدفوا بها بشكل متعمد مستشفى أطباء بلا حدود، الذي يخدم آلاف المواطنين اليمنيين في الساحل الغربي، ما تسبب في مقتل وجرح عدد من المدنيين، وألحق بالمستشفى أضراراً كبيرة، ومنها تدمير مخازن الأدوية والغرف، وكذلك طال الانفجار مبنى المجمع الحكومي، وألحق به أضراراً.

وأردف حمود: عادت الحياة إلى طبيعتها في مدينة المخا بعد جريمة الاستهداف الغادرة، وتم إغاثة المتضررين بسلال غذائية قدمها الهلال الأحمر الإماراتي خلال اليومين الماضيين، وسيتم قريباً إعادة ترميم مستشفى أطباء بلا حدود، ليعاود عمله، وقد حصلت على موافقة من إدارة المستشفى وطاقمه الطبي بتنشيط عملهم في مستشفى المخا العام ريثما يتم إعادة ترميم المستشفى الخاص بالمنظمة.