تداول ناشطون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر اختفاء الناشطة العراقية ماري محمد الدليمي، وهي إحدى المشاركات في الاحتجاجات، واشتهرت بمساعدة المعتصمين الذين يطالبون بتغيير النظام وتحسين الظروف المعيشية المتردية.
وقال مغردون على «تويتر» إن الناشطة مفقودة منذ عدة أيام، وتم التريث في إعلان ذلك، على أمل أن يقدم الخاطفون مطالبهم بــ «الفدية» لإعادتها، قبل التأكد من أن الاختطاف سياسي، وانتشر الخبر بشكل كبير منذ يوم الاثنين.
وتعد ماري ثاني ناشطة تختفي منذ انطلاق الجولة الثانية من التظاهرات يوم 25 من الشهر الماضي.
وتعمل ماري، وهي خريجة معهد إعلام من مواليد 1997، مسعفة طبية في اعتصام ساحة التحرير، واشتهرت بنشاطها الميداني والإعلامي، كما ظهرت في تسجيل فيديو، وهي تعيّر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بفشله في توزيع 500 غرام من مادة «العدس» في شهر رمضان، ضمن مفردات البطاقة التموينية، المختفية أساساً منذ عام 2003، بعد أن أمر وزير التجارة في النظام السابق، للمرة الأخيرة، بتوزيع المفردات لشهرين مقبلين، قبيل الغزو الأمريكي للعراق.
وأطلقت مي على عبد المهدي اسم «أبو العدس»، مشيرة إلى أنها تقوم في ساحة الاعتصام بتوزيع صناديق «البيبسي»، الذي يستخدم كمضاد للغازات المسيلة للدموع.
وقالت مي إنها تنفق كل ما لديها من مال على المحتاجين في ساحة الاعتصام.
وذكر زملاء للناشطة مي محمد، أنها عندما سمعت عدداً من أصحاب عجلات «التك تك»، يشكون من قلة المال لديهم لشراء البنزين، تكفلت بأن يكون وقودهم لمدة شهر من مالها الخاص.
وكتب مغرد «الناشطة غائبة منذ أربعة أيام، وأهلها رفضوا أن يستخدموا الإعلام من أجل الوصول إليها أو الضغط على الخاطفين، لذلك أناشد من لديه معلومات عن مكان احتجازها من الأجهزة الأمنية والاستخبارية وأمن ميليشيا الحشد الشعبي، أن يراسلني على الرقم الخاص، حتى نساهم على الأقل في بث روح الارتياح عند أهلها».
وندد عراقيون باختطاف ماري «من ساحة التحرير»، وطالبوا السلطات بالعمل على تحديد مكانها والإفراج عنها، مذكرين بما كانت تقوم به في ساحات الاعتصام في العاصمة.
ويتعرض الناشطون في العراق لحملة تخويف واعتقالات منذ انطلاق الاحتجاجات، التي واجهتها السلطات بعنف مفرط أسفر عن مقتل العشرات.
وسبق أن كشف ناشطون وأطباء يشاركون في الاعتصامات، أنهم يشعرون بأن الخناق يضيق عليهم مع ملاحقتهم وتلقيهم تهديدات بالقتل عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في ساحات الاحتجاج.
واتهم ناشطون ميليشيات تابعة لإيران، بينها «عصائب أهل الحق»، باختطاف الشابة، فيما أكد آخرون أن «كل متورط في خطف شباب وشابات الثورة سيدفع الثمن».
وذكر المدون سيف القيسي أن المسؤول عن عمليات الخطف حالياً هو الفوج التكتيكي في عصائب أهل الحق.
وكانت المسعفة صبا المهداوي أول ناشطة تختفي ولا يزال مصيرها مجهولاً، حتى بعد عشرة أيام على اختطافها على يد مسلحين مجهولين، بعد عودتها من ساحة التحرير الأسبوع الماضي.