في حلقة من حلقات مسلسل ترويع المدنيين المستمرة منذ انقلابهم العام 2014، استهدفت ميليشيا الحوثي مسجداً وأحياء سكنية في جنوبي الحديدة، بالتزامن مع اجتماع المبعوث الدولي مارتن غريفيث مع قائد المقاومة الوطنية اليمنية، عضو قيادة القوات المشتركة لتحرير الساحل الغربي العميد طارق صالح، وناقشا الانتهاكات المتواصلة للميليشيا لاتفاق استوكهولم بشأن الحديدة.
وذكرت مصادر عسكرية أن ميليشيا الحوث استهدفت مسجد عمر بن الخطاب في مديرية التحيتا جنوبي الحديدة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة وتسببت بأضرار كبيرة في المسجد في هجوم ليس الأول الذي تقوم به الميليشيا وتنتهك الحُرمات وتقصف دور العبادة.
وأضافت أن الميليشيا استهدفت في وقت سابق عدداً كبيراً من المساجد، وفي مناطق أخرى استخدمت بعض المساجد كثكنات عسكرية ومخازن للسلاح.
تجمعات سكنية
على صعيد متصل، استهدفت ميليشيا الحوثي تجمعات سكنية في مديرية حيس جنوبي محافظة الحديدة مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، حيث أطلقت نيران أسلحتها الثقيلة صوب المنازل وسط المدينة، مخلفة أضراراً بالغة بالممتلكات والمساكن.
ووفق مصادر عسكرية فإن الميليشيا استهدفت المدنيين في الطرقات العامة والفرعية المؤدية إلى حيس، وأطلقت نيران أسلحتها القناصة مخلفة حالة من الخوف والرعب في صفوف السكان.
أول لقاء
وفي سياق متصل، بالانتهاكات الحوثية التقى العميد طارق صالح بغريفيث للمرة الأولى منذ تولي الأخير مهمته كمبعوث خاص باليمن.
وناقش اللقاء مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية وخروقات ميليشيا الحوثي وانتهاكاتها المتواصلة لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة ومحاولاتها المستمرة إجهاض عملية السلام والمساعي الدولية الرامية لوقف الحرب وإحلال السلام في الحديدة واليمن بشكل عام وإنهاء معاناة اليمنيين.
قضايا عدة
وذكر بيان للمقاومة الوطنية أن اللقاء ناقش ملف الأسرى وأهمية البت في هذه القضية الإنسانية على قاعدة الكل مقابل الكل إضافة إلى بحث الحل السياسي الشامل للأزمة والعقبات التي تحول دون ذلك، بالإضافة إلى التدخل الإيراني في اليمن ومخاطرة على أمن واستقرار البلاد والمنطقة والملاحة الدولية.
وأوضح أن العميد صالح أكد في اللقاء أن مفاتيح إحلال السلام في اليمن تتمثل بتخلي الميليشيا عن هوسها العنصري وأن تتحول إلى حزب سياسي.
وأكد العميد صالح أن الخروقات الحوثية المتصاعدة في الساحل الغربي تهدد بنسف اتفاق استوكهولم ويجب أن تتوقف، مشيراً إلى أن القوات المشتركة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الخروقات.
مطلب يمني
إلى ذلك، طالبت الحكومة اليمنية أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس استخدام سلطاته للضغط على ميليشيا الحوثي لإيقاف المحاكمات التعسفية وغير القانونية بحق النساء والناشطين والصحافيين والبرلمانيين.
ومع إحالة الميليشيا 13 صحافياً وناشطاً إلى المحكمة المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة وتكليف قاض قيادي في ميليشيا الحوثي النظر في القضية طلبت الحكومة من أمين عام الأمم المتحدة بإطلاق جميع الأسرى والمختطفين والمخفين قسراً وفقاً لاتفاق ستوكهولم وقرارات مجلس الأمن.