تواصلت الاحتجاجات في لبنان، أمس، لليوم الـ 31 على التوالي، وقام المحتجون بإغلاق الطرقات في عدد من المناطق شرق وشمال وجنوب لبنان، للمطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ ومحاسبة الفاسدين.
وفي خطوة جديدة لكسر الحواجز الطائفية والمناطقية وتأكيداً على الوحدة الوطنية التي كرّستها الثورة اللبنانية منذ شهر بالتحديد، تواصل ما سميت «بوسطة الثورة» (حافلة الثورة) تجولها في المناطق اللبنانية، بهدف تغيير صورة «البوسطة» الراسخة في ذاكرة اللبنانيين والمرتبطة باندلاع الحرب الأهلية.
وقطع المحتجون الطرقات في جديتا وقب الياس تعلبايا وسعدنايل وجب جنين والمرج وغزة (في البقاع شرق لبنان)، كما قطعوا الطرقات في ساحة النور في مدينة طرابلس، وفي منطقة اليداوي وجسر البالما شمال لبنان. وفي صيدا جنوب لبنان نظم عدد من المدارس في صيدا وقفة احتجاجية في تقاطع «ايليا» دعماً للحراك الاحتجاجي وهو يدخل شهره الأول، ثم انطلقوا في مسيرة راجلة إلى أسواق صيدا وسط إجراءات أمنية للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.
في خطوة جديدة انطلقت، صباح أمس، من العبدة- عكار «بوسطة الثورة» التي ابتكرها عدد من الناشطين في الحراك الشعبي من عكار إلى كل الوطن، في إطار جولة من الشمال إلى الجنوب، انطلقت، أول من أمس الجمعة، تهدف لكسر الحواجز الطائفية والمناطقية.
ويرتبط اسم «بوسطة عين الرمانة» بانطلاق الحرب الأهلية اللبنانية في 13 أبريل 1975، حيث شكلت شرارة اندلاع الحرب اللبنانية بعد إطلاق النار على الحافلة في منطقة عين الرمانة في ضاحية بيروت الجنوبية، ليستمر القتال بين أبناء الوطن الواحد 17 عاماً. وفي حين صدرت بعض الأصوات الرافضة لوصول البوسطة إلى الجنوب حيث السيطرة الكبرى لحزب الله وحركة أمل والمعروفين بموقفهما المناهض للثورة، أكد الناشطون سلمية حراكهم وأنهم مصرون على الوصول إلى الجنوب.
وأعلن منسقو نشاط البوسطة أنها «تهدف إلى المرور على كل ساحات الاحتجاج، من (الشمال) في ساحة النور بطرابلس إلى البترون وجبيل، فذوق مصبح وجل الديب ثم إلى (بيروت) والأشرفية وجسر الرينغ وساحة الشهداء في بيروت، لتصل إلى (طريق الجنوب) في خلدة»، بالإضافة إلى وضع «إكليل الثورة» مكان مقتل شهيد الثورة علاء أبوفخر.
وفي كل محطة تقف فيها البوسطة، يستقبلها لبنانيون من أبناء المنطقة بالرقص والغناء والزغاريد وينضم إليها مواطنون لمرافقتها بسياراتهم نحو المحطات التالية. وستكمل البوسطة جولتها جنوباً إلى الناعمة وبرجا وصولاً إلى عاصمة الجنوب صيدا ثم إلى كفررمان والنبطية، وتختتم الجولة في صور، حيث تعقد جلسة حوارية بين أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه.