في نية مبيتة للتصعيد وإحباط كل مساعي وجهود السلام التي تبذلها الأطراف الإقليمية والدولية، أقدمت ميليشيا الحوثي الإيرانية على اعتراض قاطرة بحرية سعودية وسفينتين كوريتين في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر واقتادها إلى ميناء الصليف أول من أمس.

وأكدت المملكة العربية السعودية، أن تعرَّض القاطرة «رابغ 3» للخطف المسلح في البحر الاحمر من قبل الحوثي يعد سابقة إجرامية لأمن مضيق باب المندب.

الميليشيا التي تمسكت بتقديم نفسها أداةً إيرانيةً غير معنية بالمآسي التي سببتها للشعب اليمني لم تعقل أمام الجهود التي تبذلها الأطراف المحلية والإقليمية والدولية لتحقيق السلام في اليمن ووضع حد للمأساة التي يعيشها أكثر من عشرين مليون يمني، وذهبت نحو التصعيد وتهديد الملاحة الدولية في واحدة من أهم المناطق البحرية في العالم باحتجاز السفن الثلاث في قرصنة واضحة تهدد حركة الملاحة البحرية وتخدم نظام الحكم في طهران.

وفي ظل جهود الأمم المتحدة لإنجاح اتفاق استوكهولم بشأن الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، واستمرار خروقات الميليشيا لاتفاق التهدئة وعرقلة تنفيذ كامل الاتفاق جاءت عملية الخطف والسطو المسلح للقاطرة البحرية (رابغ-3) التي كانت تقوم بقطر حفار بحري تملكه شركة كورية جنوبية أثناء إبحارها جنوب البحر الأحمر.

وصفته الحكومة اليمنية بأنه تصعيد خطير وغير مسبوق يهدد بنسف كل الجهود التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء للتهدئة وإحلال السلام.

تهديد الملاحة

وأكدت الحكومة الشرعية أن هذه العملية تكشف التهديد الذي يمثله استمرار سيطرة الميليشيا على ‎ميناء الحديدة وتحكمها في الشريط الساحلي بين المدينة ومديرية عبس، على أمن وحرية الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ولأن‏ توقيت هذه الخطوة التصعيدية يتزامن مع الاحتجاجات التي تشهدها غالبية المحافظات الإيرانية.

فإنها وفق ما ترى الشرعية تمت بإيعاز وتخطيط إيراني عبر أداتهم الحوثية لحرف الأنظار عن هذه الانتفاضة ومحاولة خلط الأوراق وتصعيد وتيرة الصراع في المنطقة وممارسة الضغوط على المجتمع الدولي.

‏ولأن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ مواقف حاسمة إزاء هذه القرصنة البحرية التي تشكل سابقة وانتهاكاً خطراً للقانون الدولي، فإن صمته وعدم اتخاذ إجراءات كفيلة لوقف التهديد الذي تمثله الميليشيا الحوثية على خطوط الملاحة الدولية والأمن والسلم الإقليمي والدولي سيفاقم التهديدات التي تواجه حركة التجارة العالمية في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.

قرصنة ضد السلام

بدوره، أكد العقيد وضاح الدبيش، الناطق الرسمي باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، لـ«البيان»، أن اعتراض ميليشيا الحوثي سبيل سفينتين كوريتين جنوبيتين وقاطرة سعودية تصعيد خطير يثبت أن المتمردين الحوثيين ليس لديهم رغبة حقيقية في الانخراط بجدية في عملية السلام.

وإذ مر عام على اتفاق استوكهولم بشأن انسحاب الميليشيا من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ولم ينفذ بشكل كامل، فإن القرصنة التي نفذتها ميليشيا الحوثي على السفن الثلاث تؤكد زيف ادعائهم بالانسحاب من الموانئ الثلاثة في مسرحية تم خلالها استبدال مسلحيهم بآخرين يرتدون الزي الرسمي لقوات خفر السواحل اليمنية.

وثبت هذه الحادثة صوابية المطالب الحكومية بضرورة قيام فريق مشترك من الحكومة والأمم المتحدة والميليشيا بالتحقق من أن عملية الانسحاب تمت وفقاً لما نص عليه اتفاق استوكهولم والتحقق من هوية العناصر التي تسلمت الموانئ الثلاثة.

وحتى لا تتكرر عملية القرصنة التي تهدد الملاحة الدولية في جنوب البحر الأحمر، فإن أوساطاً سياسية في الحكومة اليمنية ترى أن المجتمع الدولي مطالَب بتفهم تأكيدات الحكومة لضرورة خروج الميليشيا من الموانئ ومن مدينة الحديدة، لإنهاء المخاطر التي تهدد سلامة الحركة التجارية في هذا الممر الحيوي.