حولت خروقات ميليشيا الحوثي في مدينة الحديدة وجنوبها حياة عشرات الآلاف من المدنيين إلى جحيم، أفقدتهم الأمان وحرمتهم من مزارعهم وحقهم في الحركة والعيش بصورة اعتيادية رغم مرور عام على اتفاق استوكهولم ودخول الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة حيز التنفيذ.

ومن خطوط التماس في جنوب وشرق الحديدة وصولًا إلى مديريات جنوب المحافظة تواصل ميليشيا الحوثي خروقاتها والتي بلغت منذ نشر نقاط مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار وتفعيل آلية التهدئة وتعزيز وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة كانت (3211) خرقاً من بينها انتهاكات لحقوق الإنسان المواطنين المدنيين ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية.

خطوات تصعيدية

ومع كل جهد أممي وإقليمي للتعجيل بالتسوية السياسية ترد الميليشيا بخطوات تصعيدية أكثر، حيث استحدثت (37) نفقاً وخندقاً بالقرب من خطوط التماس القريبة من نقاط المراقبة.

ووفق غرفة الرصد في القوات المشتركة فقد بلغ عدد الضحايا من المدنيين لهذه الخروقات في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه (21) وجرح (42) وتدمير جزئي (3) مساجد و(9) منازل، أما في مديرية حيس وهي أكثر المناطق تعرضاً للخروقات المباشرة وغير المباشرة فقد تعرض (377) منزلاً للقصف المباشر فيما تعرض 191 منزلاً لقصف غير مباشر من الميليشيا ورصدت القوات المشتركة استحداث وتنفيذ (65) تجمعاً وتسللاً.

خروقات

وفي مديرية الدريهمي بلغت خروقات الميليشيا 565 خرقاً منها 357 قصفاً مباشراً للمنازل 166 قصفاً غير مباشر ورصد 42 تجمعاً للميليشيات ومحاولات تسلل إلى المديرية الواقعة جنوب مدينة الحديدة. وعبر مقربة منها تأتي منطقة الجبلية والتي تعرض (359) منزلاً فيها لقصف مباشر و(134) لقصف غير مباشر، والأمر ذاته في التحيتا إذ تعرض (350) منزلاً لقصف مباشر من ميليشيا الحوثي فيما تعرض (125) لقصف غير مباشر.

وفي منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه فقد سجلت القوات المشتركة 498 خرقاً في هذه المنطقة الزراعية مثلها مثل الجبلية والتحيتا والدريهمي فقد تعرض 351 منزلاً في هذه البلدة للقصف المباشر بقذائف ميليشيا الحوثي وأسلحتها الرشاشة كما تضرر 122 منزلاً نتيجة القصف غير المباشر، وبالمثل منطقة الفازة تعرض 329 منزلاً لقصف مباشر و130 لقصف غير مباشر.

تقييد

ميليشيا الحوثي لم تكتف بهذه الخروقات وحصار السكان ومنعهم من زراعة أراضيهم بل قيدت تحركات البعثة الأممية المعنية بالرقابة على تنفيذ اتفاق استوكهولم برئاسة الجنرال ابهيجيت جوها، وباتت شبه محاصرة ومنع عليها التحرك خارج هيكل السفينة (انتراكيك دريم ام في) التي يقيمون فيها وترسوا في ميناء الحديدة، حيث تمادت في استفزازاتها للبعثة الأممية بتفتيش الدعم اللوجستي المقدم للبعثة الأممية وتفتيش كل ما يصل إليهم، بشكل عبثي وغير لائق ودون أدنى احترام، كما تتعرض كل الطرود التي ترسل إليهم للتفتيش أو المصادرة.